صوت في الظلام يتجسد ويرتفع تحت مظلة اعتقادات وهمية، تستهدف شباب المملكة، تبني جذورها وتتعمق إلى أن تصل عقولهم، مما يؤكد على وجود فجوة يدخلها «الأخطبوط» محاولاً جرّهم إلى قناعات هدامة، ومختبئاً تحت قناع: «الإسلام والقيم»!. نعيش اليوم في «عولمة» تسيطر عليها الأفكار، الأمر الذي يتطلب مراقبة «جيل اليوم» وكشف المختبئين خلف شاشات التقنية وأمام الملأ، وكذلك توجيه الشباب بالمخاطر المحيطة بهم، حتى لا نراهم «ينجرفون» مع كل رأي خدّاع وفاسد. الوقوف صفاً واحداً ضد الأعمال الإرهابية عكس للعالم أجمع قوة التلاحم بين أفراد الشعب ويبقى للمواطن دور بارز في استنكار حوادث الإرهاب وما تفعله بعض الجماعات مستهدفة أمن وسلامة وطننا، وإن دلَّ ذلك فإنما يدل على وعيه بكل ما يدار حوله من تحريضات تستخدمها فئة لا تنتمي للدين ولا الوطن، ومن هذا المنطلق استنكر عدد من المواطنين حادثة «الدالوة» وظهروا في صورة وطنية عكست للعالم أجمع قوة التلاحم بين أفراد الشعب، كما استنكروا حادثة «سويف» -شمال المملكة-، مُحملين جزءاً من تلك الأحداث لمن يقف خلف ستار مواقع التواصل الاجتماعي معلنين حرباً خفية لتشتيت اللحمة التي بناها المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، داعمين خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمام مجلس الشورى أخيراً، والذي ألقاه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وقال فيه: «إننا لن نسمح بأي تهديد للوحدة الوطنية، وليعلم من يرتهنون أنفسهم لجهات خارجية تنظيمات كانت أم دولاً أنه لا مكان لهم بيننا، وسيواجهون بكل حزم وقوة، يواجه وطنكم تحديات إقليمية غير مسبوقة؛ نتيجةً لما حل بدول مجاورة أو قريبة من أزمات حادة عصفت بواقعها، ودفعتها إلى مستنقع الحروب الأهلية والصراعات الطائفية، مما يتطلب منا اليقظة والحذر». إثارة الفتنة وقال «محمد بن حسين»: إن منفذي جرائم الإرهاب في المملكة لا يمثلون إلاّ أنفسهم، حيث يسعون إلى إثارة الفتنة بين أبناء المملكة، مضيفاً أن أبناء الوطن يُمثلون يداً واحدة ضد كل من يعكر صفو البلد، وكذلك خلق الفتن وإثارتها لزعزعة الأمن والاستقرار بين أبنائه، مشيداً بالدور الأمني وسرعة التعامل مع الموقف. وأيّده «سعد آل شيبان» بأن مرتكبي هذا الفعل الشنيع لا يمثلون أحداً سوى عصابة التكفير التي عاثت في الأرض فساداً، وقتلت العديد من الضحايا الأبرياء، مضيفاً أن هذه العصابة التكفيرية ومن يحرضها ليست من أهلنا، وسيقدمون للقانون، حيث تولت الأجهزة الأمنية التحقيق في الجريمة، مبيناً أن المحرضين على هذه الجرائم مندسون خلف ستار مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن البعض منهم يحرّض علناً حتى تقع الجريمة، وبعدها تجده صامتاً لا يستطيع التأييد أو الرفض حول هذه الأعمال الإجرامية في حق الدين ثم الوطن. أقسى العقوبات وأشاد «حسين آل منصور»، بالدور الأمني في ملاحقة المجرمين، مشدداً على أهمية ملاحقة الفاعلين وإحلال أقسى العقوبات عليهم، مضيفاً: «هذه الجرائم نكراء بحق المجتمع الآمن والمسالم وبحق الوطن، فهي موجهة ضد جنود هم في الأساس مواطنين أبرياء»، مبيناً أن من عمل هذا الفعل يهدف الى ضرب عمق الوحدة الوطنية وتماسكها، ذاكراً أننا في الوقت ذاته ندين فيه هذه الجرائم ونستنكرها ونقف جميعاً ضد من يتبناها، مُشدداً على أهمية تفويت الفرصة على من يريد إذكاء الفتنة وإشعالها بيننا، خاصةً وان جريمة «الدالوة» ليست ببعيدة، كما يجب أن يعاقب كل من يُحرّض على الفتنة وإنزال العقوبة المشددة في حقه.وأشار «حمد بلحارث» إلى من يتحمل المسؤولية المادية والمعنوية هم فاعلوها المباشرون، ويشاركهم في ذلك المحرِّضون، ممن يعمل بدون وعيٍ في خدمة أعداء الدين والأمة والوطن، مطالباً من الجميع التحلي بأعلى درجات اليقظة والانتباه خاصةً الجنود على الحدود، ذاكراً أن المحرضين هم أعداء للوطن يعيشون من خيره ويسعون في الوقت نفسه إلى خرابه، متناقضون في حياتهم الدينية والوطنية. حملات توعوية واقترح «إدريس العيد» عمل حملات توعوية تعريفية عن هذه الفئة الإجرامية وما تسعى إليه من قبل الجهات التعليمية كالجامعات والمدارس، وكذلك الجهات التوعوية كالإعلام والشؤون الإسلامية، ليس فقط ردود أفعال في برامج تقام ثم تترك، بل تنفيذ خطط واستراتيجية على مدار العام، مضيفاً أن المحرضين والمختبئين خلف أجهزتهم بدأوا ينكشفون للمواطنين، وأن همهم ليس مصلحة الوطن كما يدعون إنما هدفهم زعزعة أمن واستقرار ووحدة هذا البلد الآمن. وذكر «خالد العبدالكريم» -رجل أعمال- أن المملكة تعيش في أزهى حلتها في شتى المجالات الاستثمارية والأمنية، وكذلك الوطنية، في ظل قيادة حكيمة رشيدة تعي المتغيرات وتخطط بصمت لإكمال المسيرة لتحقيق رفاهية المواطن، كما تخطط بصمت وبشكل حازم على دحض كل من تسول له نفسه الضرر بالوطن، مضيفاً أن هؤلاء المحرضين على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الخفاء عبر مجالسهم الخاصة تعي القيادات الأمنية دورهم وتعرفهم، ولن تترك لهم الفرصة للإساءة للدين والوطن والمواطن، مشيراً إلى أن المحرضين الصامتين في الوقت نفسه عند حدوث الجرائم الإرهابية سينالهم العقاب وقد يكون نال البعض منهم، مبيناً أن الكثير من الدعاة المُضلين ممن كان يظهر عبر القنوات التلفزيونية أو مواقع التواصل الاجتماعي قد اختفى وهجهم الإجرامي وغيروا من توجههم، إلاّ أن البعض الآخر منهم لازال على نفس النهج سواء داخل المملكة أو خارجها، مطالباً بتطبيق العدالة في حقهم. فكر خارجي وقال «عبد الله بن محمد اللحيدان» -مدير عام فرع وزارة الشؤون الاسلامية بالشرقية-: لقد نبتت نابتة في هذا العصر أفرادها وقياداتها تربو على الفكر الخارجي، رضعوا وتغذوا منه وإن أظهر أحدهم العبادة والزهد، فإنه على غير هدى وعلى غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم، فغدوا يكفرون المسلمين بالظن والهوى والجهل، وغفلوا عن قول النبي: «أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لأخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلاّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ» -البخاري ومسلم واللفظ له-، مضيفاً أنه كان من نتيجة تكفيرهم المسلمين أن استحلوا دماءهم وأموالهم بغير حق، وإن من ذلك ما وقع من محاولة تسلل مجموعة من هؤلاء الخوارج الإرهابيين عبر حدود المملكة الشمالية مع العراق بغية أن يعيثوا في البلد الحرام الفساد، وبحمد الله وتأييده فقد تصدى لهم رجال حرس حدودنا الأشاوس، وتم إحباط محاولة تسللهم وقتلهم، واستشهاد عدد من رجال الأمن في هذا الاعتداء الآثم الغادر من هؤلاء الخوارج الذين سفكوا الدم الحرام، وعاثوا في الأرض فساداً بالقتل وإزهاق الأنفس المعصومة التي عصمها الله تعالى، بل وحاربوا الله ورسوله. ترويع الآمنين وتأسف «اللحيدان» على أنه يحسب هؤلاء الجهلة المفسدون المارقون ومن خلفهم من المختبئين خلف شبكات التواصل الاجتماعي ومثلها أن هذا من الجهاد في سبيل الله، وأنى يكون قتل المسلمين وترويع الآمنين وإتلاف الأموال من الجهاد في سبيل الله، مضيفاً أن من يعتقد ذلك من الجهاد لهو من أضل الناس وأجهلهم وعلى انحراف في العقيدة وضلال في الفكر، مُشدداً على ضرورة تقوى الله وتجنب أسباب سخطه ومعاصيه، ولننكر أفعال هؤلاء الخوارج ولنحذر من أفكارهم وشبهاتهم أو التعاطي معهم أو تأييدهم أو معاونتهم، مؤكداً على أن من أعان الظالم ونصره ولو بالكلمة يكون شريكاً له في الإثم، قال تعالى: «وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) -هود: 113-، سائلاً الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يعيذنا جميعاً من مضلات الفتن وأن يحرس بلادنا ويحفظ ولاتنا ويتقبل جنودنا في الشهداء، ويعلي منازلهم ويجبر مصابنا ومصاب ذويهم بهم إنه سميع مجيب، وأن يخز من أرادنا وبلادنا وولاة أمرنا بسوء بأن يرد كيده في نحره، ويجعل تدبيره تدميراً عليه، وأن يفضحه بين عباده، ويكفينا شره وشر من يؤيده وينصره.