×
محافظة الرياض

متراؤون يرصدون هلال شوال في شقراء وتمير

صورة الخبر

تعتبر أكلة «الغبقة الرمضانية»عادة أحسائية وتقليدًا اجتماعيًا محليًا وخليجيًا، حيث تعارف أهل الأحساء خاصةً والخليج عامةً على إحيائها منذ مئات السنين، إذ يتم تناولها بين وجبتي الإفطار والسحور. ويحرص أهل الأحساء على إقامة الغبقات الرمضانية في ليالي شهر رمضان وخصوصًا في العشر الأواخر من الشهر ويقومون بدعوة الأهل والأصدقاء في بيوتهم ويعتبرونها فرصة لتعزيز التعارف والترابط الاجتماعي بينهم. وتقام الغبقة غالبًا بين الساعة الحادية عشرة ليلًا والثانية صباحًا بحيث يسهل على المدعوين تلبية الدعوة، ويتخلل الجلسة المُسامرة والحكايات اللطيفة. تقليد رمضاني واعتاد أهل الأحساء مُنذُ الزمن الأول الاجتماع في بعض ليالي الشهر الفضيل، وخصوصًا بعد انتهاء صلاة التراويح ومجالس الذكر، في لقاء تراثي رمضاني يطلقون عليه اسم -الغبقة- وهي مائدة رمضانية عادة ما تسبق وقت السحور في توقيتها، وهي واحدة من التقاليد الرمضانية العريقة التي احتفظت بروح التراث رغم الأنماط العصرية التي شهدتها طيلة السنوات الماضية. ولازال أهل القُرى مُتمسكين بها كثيرًا، وبعض سُكَان المُدُن ولا تختلف من ناحية معناها وأنواع وجباتها بين أهالي القرى والمُدُن. كرم وحفاوة ويقول الحاج علي بن طاهر: «إنَّ الغبقة تُمثل صورة من صُور العلاقات الاجتماعية الكريمة في الشهر الفضيل، وفيها من الكرم والحفاوة الشيء الكثير مما يليق بمكانة الضيوف، حيث يحرص صاحب «الغبقة» على دعوة الأهل والجيران والأصدقاء للالتقاء وتبادل الأحاديث وتناول الوجبة». وأضاف الحاج يوسف بن علي بن مريحل أنه على الرغم من أن الغبقة أصبحت تُقام حاليا في الجلسات والإستراحات والفنادق، إلا أن الإحساس بنكهتها الطبيعية يكون في البيت وسط لمَّة وجمعة الأهل. وأضاف أنَّ هناك غبقات للرجال وأخرى للنساء وثالثة للشباب، يجتمعون فيها لتناول الوليمة ولتبادل الأحاديث والسؤال عن أحوال بعضهم البعض والترفيه عن النفس، مبينا أن الغبقة في السابق كانت مقصورة على العائلة فقط، وتقام عند واحد من الأهل، ويكون هناك إتفاق على الموعد. أطباق شعبية وعادة ما تتنوع أطباق الغبقة، لكنها تشمل بشكل أساسي الأطباق الخليجية الشعبية الشهيرة كالثريد والهريس، والمرقوق، واللقيمات، والمحمَّر، والمكبوس، والمشخول - وتُقدَّم أيضًا أطباق الحلويات مثل الساقو واللقيمات أو النشاء أو العصيدة أو البلاليط بالإضافة إلى التمر والشاي والقهوة. الثريد طبق مفضل وترى أم محمد والمتخصصة في الأكلات الشعبية أنَّ «الثريد» هو الطبق الرئيسي في الغبقات، لكن دخلت بعد ذلك بعض الأطباق من ثقافات متنوعة، ومنها الأطباق الأجنبية وبعض الأكلات الشامية. تنوع الأكلات ويرى جعفر عبدالله المحمد، وهو أحد المهتمين بالتراث، أن الغبقة عادة خليجية، فهي تنتشر في كل دول الخليج ولرُبما أصبحت تقليدًا لدى الكثيرين، والغبقة اليوم تتضمن أنواع الفطائر والكبـة والسلطات وأنواع الحلويات والقهـوة، وأطباق شهيرة بالإضافـة إلى المشروبات الرمضانيـة مثل الشاي والقهوة والزعفران.