استقبل معالي مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور يحيى بن عبدالله الصمعان في مقر المجلس بالرياض، أمس، وفداً من الكونغرس الأميركي الذي يزور المملكة حالياً، ويضم عدداً من مستشاري ومساعدي أعضاء الكونغرس. وأكد معالي مساعد رئيس مجلس الشورى عمق العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وأن ما تشهده الساحة الدولية وبخاصة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط يؤكد أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، حيث أسهمت تلك العلاقات في احتواء العديد من الأزمات التي شهدتها المنطقة. الصمعان: هناك قوى إقليمية في مقدمتها إيران تعمل على زعزعة استقرار دول المنطقة وشدّد على أهمية اللقاءات بين الوفود البرلمانية في البلدين، لإسهامها في تقريب وجهات النظر تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، مشيراً إلى ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية بشأن مواقف المملكة تجاه مختلف القضايا، التي تفتقد إلى الموضوعية، ومن شأنها تكوين صورة سلبية عن المملكة. واستعرض معالي الدكتور يحيى الصمعان أبرز ما تضمنته رؤية المملكة2030م، وتركيزها على تنويع مصادر الدخل الوطني دون الاعتماد على البترول كمصدر دخل رئيسي، وتعمل على إيجاد بيئة استثمارية جاذبة للاستثمارات الأجنبية وتقديم الحماية الفعالة لهذه الاستثمارات من أي مخاطر تهددها من خلال تحديث الأنظمة المحلية ذات العلاقة، وإبرام الاتفاقيات الدولية المتعلقة بتشجيع الاستثمارات الأجنبية. وأشار إلى المخاطر غير التجارية التي لحقت بالاستثمارات الأجنبية في بعض الدول؛ عدا المملكة التي يثبت الواقع أن هذه الاستثمارات فيها تعيش أمناً واستقراراً لافتاً طوال تاريخها، لاسيما وأن المملكة كانت في مقدمة الدول التي فتحت أبوابها للاستثمار الأجنبي، الذي بدأ عام 1933م، بإبرام اتفاق امتياز استكشاف وإنتاج البترول المبرم مع شركات البترول الأميركية. وفي الجانب السياسي والأمني أكد معاليه اهتمام المملكة العربية السعودية بالتواصل مع المجتمع الدولي، وتنسيق الجهود الدولية لمواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة، التي من شأنها تهديد السلم والأمن الدوليين، مشددا أن هناك قوى إقليمية في مقدمتها إيران تعمل على زعزعة استقرار دول المنطقة وتمزيق النسيج الاجتماعي لمجتمعات هذه الدول بإيقاد فتيل النعرات الطائفية. وأفاد مساعد رئيس مجلس الشورى أن ظاهرة «الإسلاموفوبيا» (العداء للإسلام) التي تغذيها بعض وسائل الإعلام والجماعات المتطرفة في بعض الدول الغربية، ستعمل على إيجاد رد فعل لدى المسلمين، ستستفيد منه جماعات العنف والإرهاب، وهذه الجماعات تستفيد من الشعور بالإحباط لدى الكثير من المسلمين الناجم عن عدم إيجاد حل عادل للكثير من قضاياهم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ورأى أن المجتمع الدولي لم يظهر دعماً كافياً فيما يخص الأزمة السورية وتداعياتها المتمثلة في جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري والتي خلفت نحو400 ألف قتيل، وهجرت 12 مليون شخص في انتهاك صارخ لمبادئ حقوق الإنسان جراء ممارسات النظام المدعوم من قوى إقليمية، لافتاً النظر إلى أن الشعب السوري لن يقبل بوجود رأس النظام بشار الأسد الذي مزق بلاده ودمر نسيجها الاجتماعي، وقال «إن المملكة مع الحل السلمي على أساس مبادئ «جنيف1» التي تحقق مطالب الشعب السوري المكلوم». وأوضح الدكتور الصمعان أن المملكة ودول التحالف العربي قد استجابت لدعوة الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي، لإعادة الشرعية وحماية الشعب اليمني من مليشيات المتمردين الحوثيين،استناداً للمواثيق الدولية وتوج هذا العمل بتأييد مجلس الأمن الدولي بقراره رقم 2216. وخلال الاستقبال دار حوار بين معالي الدكتور الصمعان وأعضاء الوفد الزائر تمحور حول مهام المجلس، والدور التشريعي والرقابي الذي يقوم به المجلس ولجانه المتخصصة. مبينا معاليه أن وجود ثلاثين امرأة سعودية في عضوية مجلس الشورى من المؤهلات علمياً وعملياً أسهم بفاعلية في تطوير أعمال المجلس التشريعية والرقابية حيث عملت العضوات على تلمس ما تحتاجه الأنظمة القائمة من تعديل كما اقترحن عدداً من الأنظمة الجديدة استناداً إلى المادة 23 من نظام مجلس الشورى التي تتيح للعضو اقتراح نظام جديد أو تعديل نظام نافذ، كما تسهم المرأة ضمن أعمال المجلس في الجانب الرقابي من خلال دراسة تقارير الأجهزة التنفيذية وتلمس معوقات عملها. وفيما يخص طرح جزء من شركة أرامكو السعودية للاكتتاب العام ضمن ما قررته رؤية المملكة 2030م أكد معالي مساعد رئيس مجلس الشورى أن هذا الطرح سيمنح الشفافية المطلوبة لأكبر شركة نفط في العالم، مبيناً أن المملكة كغيرها من الدول تلتزم بسيادتها على إنتاج النفط وعلى الحفاظ على احتياطياتها للأجيال القادمة. وعن حماية الشباب السعودي من التطرف أوضح أن المجلس قام بدوره في المجال التشريعي لحماية الشباب في تكامل مع دور الحكومة التي اتخذت العديد من الإجراءات لحماية الشباب من التطرف أو الوقوع في أعمال إرهابية. وفي نهاية الاستقبال تبودلت الهدايا التذكارية.