×
محافظة المنطقة الشرقية

الشرق تحرك الساكن في القادسية.. والإدارة السابقة: تركنا النادي وفي خزينته 13 مليون ريال

صورة الخبر

تلجأ بعض الفتيات المقبلات على الزواج في العاصمة المقدسة إلى استئجار فستان الزفاف متجاهلات انتقادات الأهل والصديقات، وتعلل الفتيات ذلك بأن نظرتهن لمثل هذه الأمور واقعية، لأن فستان الزفاف تكلفته مرتفعة لبعض الأسر والعروس ترتديه لعدة ساعات فقط وبعدها يفقد قيمته لذا فإن استئجاره أفضل من شرائه بمبلغ ضخم، ومؤكدات في الوقت نفسه أن الانتقادات من قبل الأهل والصديقات لا تؤثر في قرارهن باستئجار فستان ليلة العمر . وفي هذا السياق أوضحت علياء محمد أنها تستبعد فكرة شراء فستان العرس بسعر باهظ وهي تعلم أنها سترتديه لوقت لن يتجاوز الثلاث ساعات، ولا تعود إلى لبسه مره أخرى؛ لذلك لجأت إلى استئجار فستان للفرح من أحد محلات التأجير الخاصة التي تؤمن الفستان وتوابعه بسعر لا يتجاوز 1500 ريال، بدلا من حياكة فستان يكلفها أكثر من 7 آلاف ريال بحسب تقديرها. بينما اضطرت فاطمة خان إلى شراء دولاب زجاجي لتحتفظ بفستان زفاف ابنتها الذي كلفها 16 ألف ريال، فلم تجد من يشتريه بالسعر الذي حددته لبيعه، لذا فضلت الاحتفاظ به كذكرى بدلا من بيعه بأقل من قيمته. ومنذ وقت قريب لم يكن المجتمع النسائي السعودي يرضى بمثل هذه الصفقة التي أجرتها سعاد اللقماني حيث ذكرت أنها فصلت فستان زفافها الذي ارتدته لمده ساعتين فقط بـ9 آلاف ريال، هو الآن قابع في مخزن حجرتها، فاضطرت لعرضه للبيع واكتشفت أنه سيباع بسعر بخس ما جعلها تتبرع به لإحدى الجمعيات الخيرية. أما حنان محمد فتقول: لن اشتري فستانا جديدا أو اتفق مع المصممين لخياطته فصراحة رأيت أن هناك أولويات كثيرة لا بد أن أقدمها على الفستان خاصة انه يقتص مبلغا كبيرا من الصداق الذي لا يتجاوز 25 ألف ريال، فرأيت أن أستعير فستان زفاف صديقتي، متجاهلة حديث المستهزئين والساخرين بأمر استعارتي لفستان زفافي. في حين اتفقت مشاعل العبادي مع احدى الخياطات لكي تختار لها احد فساتين الأفراح الذي تظهر عليه الفخامة ولكنه يتصف برخص سعر الخامات المستخدمة والتي لن تؤثر جودتها على الفستان طالما هي سترتديه لساعات معدودة. وتقول شروق عوض: ليس من المنطق أن أقوم بتفصيل وخياطة فستان جديد للزفاف وارتديه لسويعات معدودة، معتبرة ذلك من الإسراف والتبذير المنهي عنه شرعا، «فأنا مقدمة على حياة جديدة أريد أن أبدأها برضى الله تعالى»، ناصحة كل عروس أن تفعل مثلما فعلت باختيارها فستانا مستأجرا وبسعر زهيد وجمال وتصميم يفوق الخيال . وتساهم الجمعيات الخيرية في تسهيل فساتين الأفراح للعرائس المعسرات ماديا حيث ذكرت رئيس مجلس إدارة جمعية أم القرى الخيرية النسائية بمكة المكرمة إحسان مكي أنه يصل للجمعية تبرعات فساتين الأفراح ما يتراوح ما بين 10-15 فستانا في كل عام وتتفاوت أسعارها ما بين 5 آلاف إلى 25 ألف ريال حيث يحضر للجمعية الكثير من الأسر المحتاجة ما ترغب في استعارته دون مقابل ومن ثم إعادته للجمعية. وترى مكي أن في هذا مساهمة من الجمعيات الخيرية لمساعدة الفتيات المقبلات على الزواج من بنات الأسر المحتاجة، كما أن فيها محاولة للحد من الإسراف والاستفادة من فستان الزفاف المستعملة في فعل الخير. وتقول رئيسة طائفة الحائكات في مكة المكرمة هيفاء أبو نار: للمجتمع قناعاته باستئجار فستان الزفاف بحيث ينقسم إلى فئتين؛ الأقل من المتوسطة التي تستأجر فستان الفرح لليلة واحدة وتدفع مبلغا بسيطا ولكن لا تختار إلا غالي السعر في الأساس والمكلف . والأخرى ترفض استئجار فستان الفرح خوفا على صحتها من الإصابة بالعدوى، ورغبة في الانفراد به كونه يمثل فرحة العمر وتظل هذه الفئة هي التي لا تتقبل الإيجار أو شراء المستعمل. وتضيف أنها تقوم بتأجير عدد من الفساتين التي تناسب جميع الأذواق والمتميزة في الموديلات، بسعر مناسب لا يتجاوز الـ5 آلاف ريال بجميع مستلزمات الفستان مثل الطرحة والجيبون، وترى ان في هذه الخطوة مبادرة منها في الحؤول دون اضطرار العرائس إلى شراء فساتين الأفراح باهظة الأثمان . ويطلعنا مصمم الأزياء أبو بكر العمودي على نظرته في هذا الأمر بأنه يرجع لعاملين هما؛ إما أن الفستان لا يفيد العروس بعد الزفاف حيث يكون مصيره التخزين أو بيعه بسعر لا يقارن بقيمته الأساسية، فترى العروس أنه لا داعي للخياطة والتفصيل أساسا وتعمد إلى الإيجار. والعامل الآخر هو الوضع الاقتصادي للعروس لمحدودية المهر أو وجود أولويات تعتبر في المقام الأول بالنسبة لها لا تسمح لها بشراء فستان للزفاف باهظ الثمن . وبين العمودي أن هذه الظاهرة تعتبر ظاهرة سليمة ومثالية حيث إن الكثير من الدول الأوروبية والعربية أيضا لا تلجأ العروس إلى التفصيل والخياطة مهما كانت حالتها المادية مرتفعة فلديهم إيمان طالما انه يلبس لساعات محدودة فلا داعي للتكلفة . ويعود الاختيار إلى ذوق العروس فقط التي تقتنيه إما بالاستئجار او شراء المستعمل وبسعر رمزي . ويضيف أنه ومن خلال تعاملاته مع الزبائن فإن الكثير ممن تأتي إليه لتستأجر فستان الزفاف على أن يكون مصمما على ذوقها، وتكون هي أول من ترتديه مقابل سعر معقول ينتهي به إلى المشغل ليكون من ضمن فساتين الأفراح المعروضة للإيجار. وتراوح أسعار فساتين الأفراح حسب ما ذكر العمودي في المجتمع في المتوسط العام ما بين 3 آلاف إلى 10 آلاف وقد ترتفع لتصل إلى 30 ألف ريال. وعن هذه الظاهرة تقول الأخصائية الاجتماعية في كلية الآداب والعلوم الإدارية في مكة المكرمة آمال أبو العلا إن الحالة المادية للناس عامة اقترنت بالوعي السليم تجاه شراء فساتين الأفراح فكانت قناعة معظم أفراد المجتمع أن استئجار فساتين الأفراح هو الأكثر عقلانية والأفضل اقتصاديا لكونها مكلفة ماديا وتستهلك جزءا كبيرا من المهر المقدم للعروس. لذلك ترى أن صرف المهر في أمور دائمة وتستفيد منها على المدى الطويل أفضل من أن يأخذ سعر الفستان ربع المهر على أقل تقدير إن كانت قيمة الفستان بـ5 آلاف ريال. وعي المجتمع ظاهرة استعمال فساتين الأفراح المستعملة عن طريق الاستئجار تعود إلى وعي المجتمع وثقافته الاقتصادية بالبحث عن الأولى فالأولى في الإنفاق بعيدا عن التقليد والمفاخرة بشيء ينتهي إلى المخازن أو العرض بسعر لا يتناسب وقيمته الأساسية فمن خلال الايجار تستطيع العروس الموازنة في شراء احتياجاتها الأخرى بعد أن كان الفستان يأخذ من قيمة المهر ما يفوق الربع.