تحذيرات وزارة التربية والتعليم بضبط الرسوم الدراسية للمدارس الأهلية جاءت بنتائج عكسية، وبدلا من انخفاض الأسعار اشتعلت وأصبحت نارا! وكأنَّ الوزارة تسببت في إثارة شهيّة المدارس للزيادة، أم أن المدارس تريد أن تقول للوزارة "إياكم أن تتدخلوا في عملنا المالي، خلّيكم بعيدين، وإلاّ ستكون النتائج كارثية".. وتسبب اشتعال الرسوم 20% و30%، في أزمة قبول في نظيراتها من المدارس الحكومية، حيث شهدت الأخيرة تدفقًا وإقبالًا منقطع النظير وغير مسبوق مقارنة بالأعوام الماضية. وهنا أكدت لجنة المدارس في مجلس الغرف السعودية، أن هناك هجرة وانسحابًا من المدارس الأهلية إلى المدارس الحكومية خلال العام الدراسي الحالي، وقد يكون سبب هجرة الطلاب إلى المدارس الحكومية راجعاً إلى ارتفاع رسوم التسجيل في المدارس الأهلية، أو عدم تلبية ما يطمح إليه وليّ الأمر في المدرسة الأهلية، وأوضح المجلس تبريرًا للزيادة، أن هناك عدة عوامل تجعل كثيرًا من القائمين على المدارس الأهلية يرفعون أسعارهم، منها التكلفة الاقتصادية للطالب والطالبة، وارتفاع أجور العاملين السعوديين، ورواتبهم العالية، وارتفاع تكلفة الاستقدام والمعيشة. وكانت بعض المدارس الأهلية قد حذّرت قبل نهاية العام الدراسي الماضي، بإشعار أولياء أمور الطلاب والطالبات عن نيتها برفع أسعار رسوم التسجيل للعام الدراسي المقبل بزيادة 30%، وأن رسائل المدرسة انهالت على هواتف أولياء الأمور وقت الامتحانات، وكذلك الطلاب وصلهم بلاغ عن ارتفاع الأسعار في الامتحانات، مما أفقدهم تركيزهم بتكرار إدارة المدرسة على أن الطلاب الذين لن يدفعوا المبالغ للعام المقبل بالارتفاع الجديد سيضطرون إلى عدم قبولهم. رداً على الزيادات الجائرة، انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية حملة لمواجهة ارتفاع أسعار المدارس الأهلية بعنوان: (لا.. لزيادة رسوم المدارس)، غلبت عليها لغة الاستياء والتذمّر، وأبدت مؤسِسَة الحملة الإلكترونية "أم فهد" استغرابها من عدم وجود رقيب على أسعار المدارس الأهلية، مؤكدة أن ذلك كان سببًا رئيسًا في جعل المدارس الأهلية تستهتر بأولياء أمور الطلاب، ولم تأخذ في الحسبان أن هناك مَن سيُحاسبها إذا رفعت الأسعار. يا "أم فهد"، هذه الزيادة جاءت بسبب رقابة الوزارة، فأفضل لنا أن نسكت. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain