×
محافظة المنطقة الشرقية

مقتل أربعة أجانب في عملية انتحارية نفذتها حركة طالبان في كابول

صورة الخبر

فُجع الوسط الفني والتشكيلي يوم الأول من أمس برحيل الفنان التشكيلي الرائد عبدالجبار اليحيا عن عمر ناهز الـ(85) عامًا بعد معاناة مع المرض لم تستمر طويلًا، حيث ووري جثمانه الثرى بالرياض، مخلفًا سيرة حافلة بالعطاء. ولد اليحيا في مدينة الزبير بالعراق عام 1350هـ، ودرس الهندسة الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل كذلك على دبلوم إدارة مطابع» في لندن عام 1977، وقد عرف الفن منذ طفولته الباكرة، حيث أقام أول معرض شخصي له قبل (43) عامًا وبالتحديد في العام 1971م، وبعد عام من ذلك أقام معرضه الشخصي الثاني، تبعه بالثالث في عام 1974، وقد افتتح ذلك المعرض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد وبحضور الأمير بدر بن عبدالمحسن أول رئيس لجمعية الثقافة والفنون، وتوالت من ثمّ معارضه الشخصية تباعًا والتي بلغت في مجملها (7) معارض أظهر فيها اليحيا براعة وتفردًا كشف عن بصمته الفنية الخاصة، التي تجلت أيضًا في العديد من المعراض الجماعية التي شارك فيها، حيث ترتكز أعماله التصويرية في الغالب على موضوعين، الأول هو التراث، والثاني هو المرأة، فبدأ بتصوير الدواب والأزقة في مدينته قبل ظهور النفط ثم تأثر بالثقافة الجديدة بعد النفط، وأخيرًا تركزت أعماله على المرأة كعنصر متكرر في أعماله، المغايرة في شكلها وبنائها للموروث المحلي. كما قدم اليحيا إسهامًا مقدرًا في مجال البحوث والكتابة النقدية الفنية في الصحف والمجلات والدوريات المحلية، وله العديد من المقتنيات لعدد من الشخصيات والدوائر الحكومية. وكان ملحق «الأربعاء» قد أجرى حوارًا مطولاً مع اليحيا قبل رحيله بشهرين، كشف فيه عن جوانب عديدة من مسيرته الفنية. وقد أشاع رحيل اليحيا حالة من الحزن عمت الوسط الفني، وقد عبر عدد من الفنانين عن حزنهم لهذا الفقد الفني الكبير، ففي البداية تحدث شقيقه الفنان التشكيلي عبدالله الشيخ حيث قال: كان يرحمه الله معلمي الأول من قبل دخولي المدرسة، وما تعلمته في حياتي كان بفضل الله ثم بفضله، فقد كان إنسانًا مثقفًا ولطيفًا ومدهشًا، لقد تعلمت منه كل أمور الحياة من حيث التعامل والصدق والطيبة، فقد كان مدرسة في الأخلاق، ناهيك عن ما تعلمته منه من تقنيات في مجال الفن التشكيلي، فقد درسني الفن التشكيلي حتى قبل أن أدخل المدرسة. أما الفنانة طه صبان فقال عن الراحل: لقد فقدنا رجلاً في قامة اليحيا يمتلك مميزات كثيرة، فهو أديب وشاعر وخلوق ومتواضع مع الجميع، كان مميزًا وله أسلوبه المميز الذي من خلاله قدم مدرسة مميزة في الفن وخصوصا وأنه أحد الفنانين الرواد الذين تأثر به عدد كبير من الفنانين. ويختم صبان بقوله: لقد كان كاتبًا من طراز مميز حيث كان من اوائل من كتب في مجال الفن التشكيلي بالمملكة، ونحن ندعو له بالرحمة ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. ويقول عنه الفنان سعد العبيد: رحم الله أبا مازن رفيق الدرب الذي كان أحد رموز الفن في المملكة وروادها ولقد تأثر به الكثير من التشكيليين لما يحمله أسلوبه من تميز وإبداع. وقد كنت أحرص على زيارته بشكل دائم لأنه كان من الفنانين الأوفياء، وكان له دور كبير في الساحة التشكيلية السعودية، ومن ضمن الأسماء الكبيرة التي ساهمت في إقامة جماعة «ألوان»، كما يعتبر أول فنان سعودي يشارك في معرض تشكيلي خارج المملكة إلى جانب ما كان يكتبه في مجال التشكيلي في الصحف المحلية والمجلات.