كتب - محمد حافظ: انتقد عدد من المواطنين افتقار معظم مشروعات الطرق الجديدة للطابع الجمالي وانحسار التشجير بصورة كبيرة داخل المدن القطرية، ما يشوه المنظر الجمالي للكثير من الشوارع. وقالوا لـ الراية ، إن المشروعات التي تنفذها أشغال لا تراعي فيها الجانب الجمالي مما تسبب في تحول المدن إلى غابات أسمنتية تفتقر للصورة الجمالية، ما أثر بالسلب على البيئة والمظهر الجمالي الذي هو سمة من سمات التحضر في الدول. وطالبوا أشغال بضرورة اعتماد مواصفات خاصة ضمن تصميم مشروعاتها، تركز على زيادة المساحات المخصصة للتشجير وإيجاد حلول غير تقليدية لتجميل الطرق الرئيسية، على أن تلتزم في كافة مشروعاتها سواء الحديثة أو تلك التي تقوم بتطويرها، بالجانب الجمالي للشوارع خاصة ما يتعلق بالتشجير والمساحات الخضراء في وسط وعلى جانبي الطريق، بما يضفي لمسة جمالية على الشوارع والطرق ويدعم الحفاظ على البيئة ويقلل من انبعاث العوادم الضارة بالصحة العامة. وأعربوا عن استيائهم من قيام أشغال بقطع النخيل وإزالة المساحات الخضراء وأحواض الزرع في عدد من الطرق التي تقوم بتطويرها وتوسعتها على حساب المساحات الخضراء، فضلا عن عدم اهتمامها بالتشجير أو تخصيص أية مساحات خضراء في المشاريع الجديدة، حيث دأبت أشغال خلال الفترة الماضية على قطع أشجار النخيل والنخل المعمر الذي كان يميز شوارع الدوحة وباقي المدن لتوسعة الشوارع دون أن تجد بديلا كأن تخصص مساحة ولو بسيطة في المنتصف وعلى جانبي الطريق لزراعتها أو على الأقل لوضع أحواض زهور أو غير ذلك من سبل التشجير، ما يؤثر بالسلب على البيئة والمظهر الجمالي الذي هو سمة من سمات التحضر في الدول. مطلوب زراعات صحراوية قليلة الاستهلاك للمياه قال عبدالله سلطان الملا إنه على الرغم من الجهود المضنية التي تبذلها أشغال في تنفيذ عدد كبير من مشروعات البنية التحتية بالدولة وفقا لمخططات النهضة العمرانية الشاملة التي تشهدها البلاد، إلا أنه يبقى أن تعتني أكثر بالصورة الحضارية للدولة، وأن يكون لتلك المشروعات طابع مميز يميز الدوحة وكافة المدن عن غيرها من المدن في المنطقة بل والعالم أيضا، فالمليارات التي تنفق على تلك المشروعات -للأسف الشديد- لم تعن بتلك المسألة ولم يخطر ببال مسؤولي أشغال أو الاستشاريين الذين ينفذون تلك المشروعات أن يضعوها في حساباتهم عند تصميم طريق أو جسر وربما يحدث ذلك في المباني بحيث أن تلك المشاريع ليس لها أي طابع مميز يميز بلدنا عن غيرها كما نرى في باقي دول العالم. وأكد أن المشكلة الأكبر التي قامت بها أشغال عند تنفيذها لتلك المشروعات هو طمس المعالم الخاصة بالدولة دون أن تجد لذلك بديلا، ومثال على ذلك إلغاء الدوارات التي كانت تميز الدوحة عن غيرها من دول الخليج خاصة الدوارات التي كانت تزرع بالورود والأشكال المميزة وأصبح البديل الأسهل والجاهز الآن هو زراعة الشوارع والجزر البينية بالإنترلوك كبديل عن التشجير.. مطالبا بضرورة التوسع في عمل المجسمات والجداريات لتزيين الشوارع والاعتماد على زراعة النباتات الصحراوية الأقل استهلاكا للمياه. حسين العمادي: الدائري السادس بلا شجرة واحدة قال حسين العمادي إنه في الوقت الذي تسعى فيه الدولة لتأصيل قضايا البيئة من خلال حملات توعوية تستهدف كافة شرائح المجتمع نجد أشغال تقوم بإزالة أحواض الزراعة والجزر الخضراء التي تميز الطرق والشوارع الرئيسية وتضفي عليها لمسة جمالية بزعم أنها تقوم بتوسعة الشارع، وهذا هدف جيد نسعى إليه جميعا من أجل تسيير حركة المرور، لكن لا يجب أن يكون على حساب المظهر الجمالي للطرق والقضاء تماما على اللون الأخضر واستبداله بألوان الإسفلت الأسود والإنترلوك. وأضاف أن هناك طرقا وشوارع كثيرة عقب افتتاحها لم تعد إلى سابق عهدها وخلت تماما من أي مظهر جمالي أو مساحات حتى تصلح للزراعة فيها حتى أن المشروعات الجديدة التي تقوم أشغال بافتتاحها كالطريق الدائري السادس على سبيل المثال لا يوجد بها شجرة واحدة واستبدلت الخرسانة والإنترلوك بديلا عن المساحات الخضراء التي تضفي لمسة جمالية على الطريق وتزدهر في فصل الربيع لتجعل من الدوحة روضة خضراء كما نريدها. وأشار إلى أن تجميل المدن والشوارع أصبح لا يتجاوز مفهوم تركيب الإنترلوك وإنارة الشوارع وإزالة المخلفات، بسبب تأخر العديد من مشروعات تطوير المرافق وزيادة الخدمات في مختلف المناطق.. فيما يبدو الطابع الجمالي غائباً في تصميمات الشوارع والميادين وواجهات وألوان المباني، وجودة توزيع المرافق الخدمية رغم كون تلك العناصر ضرورة جوهرية في تخطيط المدن، فصورة من الفضاء الخارجي للمدن والشوارع في قطر تكشف التناقض بين اعتماد الطابع الجمالي في بعض المناطق، وافتقادها في مناطق أخرى، ما يتطلب تفعيل العديد من الخطط الطموحة التي تم الإعلان عنها منذ عدة سنوات بشأن إعادة تخطيط العديد من المدن والمناطق لتحقيق التناغم المعماري، وإضفاء لمسات تراثية في الإنشاءات وألوان المدن بما يعكس طابعا خاصا لكل منطقة. مبخوت الشهواني: تجميل الشوارع ليس مسؤولية أشغال رأى مبخوت الشهواني أن هناك تطورا ملحوظا في رؤية أشغال للنواحي التجميلية عن ذي قبل ولا يجب التسرع في الحكم على الصورة النهائية للمشروعات التي تنفذها أشغال قبل أن تكتمل لأن معظم المشروعات مخطط لها أن يكون بها لاند سكيب وتشجير ولمسات تجميلية لكن لم يتم العمل بها حاليا خاصة أن هناك تعديلات كثيرة يتم إدخالها على المشروعات، فضلا عن أن هناك مشروعات مرتبطة بعضها ببعض لكن ما يتم إنجازه بصورة كاملة يتم تجميله وتشجيره. وأشار إلى أن تجميل الشوارع ليس مسؤولية أشغال وإنما يرجع في المقام الأول إلى البلدية ممثلة في إدارة الحدائق، فهي المعنية بتجميل وتشجير الشوارع، وبالتالي فإن المسؤولية مشتركة بينهما ولا أجد تقصيرا من كليهما فيما يتعلق بالتجميل. المهندسة بدرية كافود: لا لوم على المقاول بشأن النواحي التجميلية قالت المهندسة بدرية كافود مدير المشاريع سابقاً بهيئة أشغال إن المشكلة تبدأ من توجه أشغال نفسها، فلا يجب أن نلوم المقاول على تنفيذ مشروع يفتقر للنواحي التجميلية مثل كافة المشروعات التي تنفذ حاليا، وإنما الأمر يعود للاستشاري الذي ينفذ توجيهات المالك، وبالتالي فإن عقد التصميم من البداية لا يشتمل على النواحي التجميلية إلا فيما ندر. وأشارت إلى أن افتقار المشروعات للنواحي الجمالية يرجع أيضا لنقص الخبرات، لأن المعروف أن المهندس الذكي هو القادر على إيجاد حلول لكل التحديات التي تواجهه مهما كانت صعوبتها. وطالبت بأن يكون لدى أشغال التوجه لإيجاد حلول عملية لكي تتضمن كافة مشروعاتها بعدا بيئيا وجماليا من خلال التوسع في المساحات الخضراء والمجسمات والجداريات وغيرها من الأمور التي تعكس الطابع الحضاري والتراثي للدولة. المهندس رضا عبدالحق: حلول بديلة للتغلب على مشاكل ندرة المياه أكد المهندس رضا عبدالحق خبير تجميل المدن أن الطابع الجمالي والبيئي أصبحا أحد أهم المفردات الخاصة بمشروعات البنية التحتية والطرق وبالتالي تولي الدول المتحضرة عناية فائقة لهذه الأمور بما يؤكد طابعها الحضاري ومدى حرصها على حماية البيئة ومكوناتها. وأضاف أن أغلب الدول ذات المناخ الصحراوي لديها ندرة في الموارد المائية بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وما يصاحبها من العواصف الترابية والرملية، وبالتالي فإن التوجه لزراعة الأشجار له أهمية بالغة في المحافظة على البيئة وتعديل المناخ المحلي وتلطيفه وعلى تحسين التربة وزيادة خصوبتها وعلى منع التلوث وحدوث العواصف الغبارية وكسر حدة الرياح والتقليل من الضجيج والأصوات المزعجة بالإضافة إلى الناحية الجمالية والتنسيقية والاقتصادية. وأشار إلى أن هناك حلولا بديلة للتغلب على مشاكل ندرة المياه التي تحول دون التوسع في التشجير ومن بينها الاعتماد على المركبات الكيميائية متعددة الاستخدامات مثل مركبات soil stabilizer التي تعمل على تثبيت التربة والتحكم في منتوجات الغبار والأتربة، بالإضافة إلى استخداماتها الكثيرة في النواحي التجميلية وبناء المجسمات والجداريات بألوان متعددة وزاهية. أعمال التجميل والتشجير جزء هام من مشروعاتنا.. أشغال: خطة لتقليل الآثار البيئية المترافقة مع تنفيذ المشاريع أكد مصدر بهيئة أشغال أن كافة المشاريع التي تنفذها الهيئة تشمل أعمال التجميل والتشجير بالتنسيق مع إدارة الحدائق بوزارة البلدية والتخطيط العمراني، ويتفاوت حجم هذه الأعمال وفقاً لطبيعة ونوع وموقع المشروع الذي يتم تنفيذه، كما تُلزم "أشغال" مقاولي التنفيذ بوضع خطة معتمدة لتقليل الآثار البيئية المترافقة مع تنفيذ المشاريع، وتشمل تلك الخطة التعامل مع الآثار المترافقة مع عمليات الإنشاء والتي قد تحتم على المقاول إزالة بعض المساحات الخضراء ونقل الأشجار لمناطق أخرى.. مشيرا إلى حرص الهيئة عند الإعلان عن أي مشروع على توضيح أهدافه ومراحله ومكوناته، بما في ذلك من أعمال تجميل وتشجير والتي دائماً ما تكون ضمن المرحلة الأخيرة من الأعمال الإجمالية للمشاريع، لذلك، فإن المنظر العام لبعض الشوارع قد يبدو خالياً من الأشجار والمساحات الخضراء نسبياً في الفترات التي تلي الانتهاء من الأعمال الإنشائية مباشرة. وأكد أن فريق العمل القائم على تنفيذ المشاريع يقوم بالتنسيق المستمر مع وزارة البيئة لتقليص أي أضرار بيئية قد تنتج عن تنفيذ أعمال المشاريع، كما يسعى المهندسون العاملون على تصميم الطرق إلى إعادة زراعة معظم الأشجار التي يتم نقلها خلال تنفيذ المشروع، حيث إن أحد أهداف الهيئة هو الحد من إزالة الأشجار قدر الإمكان، وتوفير الأشجار داخل ممرات الطرق وتحديداً عند أرصفة المشاة، إلا في الظروف التي لا تسمح بزراعة الأشجار على حرم الطريق. وأشار إلى وجود تنسيق بين أشغال وإدارة الحدائق العامة بوزارة البلدية لنقل الأشجار من موقع العمل، وقد تم إعداد خطة تساعد المقاول المنفذ للمشروع على معرفة الأشجار التي يجب إزالتها ونقلها والأشجار التي يمكن تركها دون أن تؤثر على سير أعمال المشروع، حيث يقوم المقاول في كثير من الأحيان بنزع الأشجار وإعادة زراعتها مجدداً في منطقة أخرى، وذلك بعد تقديم بيان يشرح فيه كيفية إزالة الأشجار للتأكد من الحفاظ عليها، وأن عملية نقل الأشجار تجري وفقاً لتعليمات أشغال وإدارة الحدائق العامة، أما في حال عدم تأثير الأشجار الموجودة بالموقع على تقدم أعمال المشروع، يتم تركها ودمجها مع الأعمال التجميلية المخطط تنفيذها لاحقاً. وعلى سبيل المثال، تم نقل حوالي 686 شجرة نخيل خلال تنفيذ مشروع تطوير الطريق الدائري الثالث ومشروع تحويل دوار المرخية إلى تقاطع بإشارات ضوئية، ومن ثم تمت إعادة زراعتها في شارع المرخية وشارع الجامعة ومناطق أخرى في مدينة الدوحة بالتنسيق مع بلدية الدوحة وقسم الحدائق العامة عن طريق مقاول معتمد للأعمال الزراعية. كما قامت أشغال بتكليف أحد المقاولين بمهمة الإشراف على نقل أكثر من 600 شجرة من موقع العمل الخاص بمشروع المحور الشرقي الغربي وإعادة زراعتها في مناطق أخرى وفقاً لما تراه البلدية المعنية مناسباً، كما سيتم من خلال المشروع تشجير أكثر من 500 ألف متر مربع من المساحات بما يشمل زراعة أكثر من 3000 شجرة و128 ألف شجيرة، وما يقدر بـ 140 ألف متر مربع من المساحات المغطاة بالعشب ولا تقتصر الاشتراطات التي تُلزم أشغال مقاولي التنفيذ بها على الحفاظ على الأشجار الكبيرة فقط، وإنما تشمل كافة المساحات الخضراء المغطاة بالعشب، حيث يتم نقلها والحفاظ عليها وزراعتها في مناطق أخرى.