ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن سقوط قتلى إسرائيليين سيزيد من الضغط المتنامي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الوزراء المتشددين بحكومته لتصعيد الحرب على قطاع غزة، حيث أيد وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان الاستيلاء الكامل على قطاع غزة، وبعبارة أخرى إعادة احتلال الأراضي, التي أجليت عنها القوات الإسرائيلية والمستوطنون عام 2005. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن أي تصعيد للعمل العسكري سيزيد من الخسائر في صفوف الإسرائيليين، ويمكن أن يؤدي بإسرائيل إلى تجاوز الهدف المعلن المتمثل في إضعاف, وليس إبادة حماس. وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن معظم الانتقادات الدولية كانت موجهة لحماس لرفضها مشاركة إسرائيل في التهدئة المقترحة, فإن المتعاطفين مع الفلسطينيين يرون أن مبادرة وقف إطلاق النار المصرية حيلة تكتيكية خطيرة لإعطاء إسرائيل غطاء لتكثيف حملتها العسكرية على غزة, بدعوى رفض حماس لها, رغم أنها لم تحقق أي من شروط المقاومة وحققت كثيرا من مطالب إسرائيل. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال إن بلاده لا تعتزم إعادة النظر في مبادرة التهدئة التي طرحتها، بينما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن إرساء وقف إطلاق النار في قطاع غزة أمر عاجل وملح. وأكد شكري في اجتماع مع نظيره الفرنسي في 19 يوليو بالقاهرة أنه لا نية لمصر في إعادة النظر في مبادرة التهدئة التي طرحتها القاهرة لأنها متكاملة -حسب قوله- آملا أن تحظى بدعم الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. واعتبر الوزير المصري أن مبادرة التهدئة متكاملة، وهي توفر الفرصة الكاملة للطرفين لوقف إطلاق النار لوقف سيل الدم الفلسطيني ورفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، من خلال فتح المعابر وتوفير إطار للتفاوض للطرفين، وهي تلبي احتياجات الطرفين وسنستمر في طرحها. ومن جهته، قال فابيوس إن وقف إطلاق النار يعد أمرا عاجلا وملحا، من أجل وقف ما سماه دوامة أعمال العنف وحماية السكان المدنيين، وندد الوزير الفرنسي بما سماه حصيلة بشرية كبيرة للغاية، في إشارة إلى العدد الكبير للشهداء. وأشار فابيوس إلى أن الأولوية المطلقة هي وقف إطلاق النار، لكن يجب ضمان تهدئة دائمة تأخذ بالحسبان -حسب قوله- حاجات إسرائيل في مجال الأمن والمطالب الفلسطينية، وجدد الوزير الفرنسي أيضا دعمه المبادرة المصرية. وعرضت مصر قبل أيام مبادرة لوقف إطلاق النار، رفضتها حماس على اعتبار أنها لم تتم استشارتها فيها, وباعتبارها لا تحقق مطالب المقاومة. وشنت إسرائيل بعد يومين هجوما بريا على قطاع غزة، حيث استشهد منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر في 7 يوليو 320 شخصا, بالإضافة إلى آلاف الجرحى. المصريون