شدد ملاك المنطقة التاريخية على ان أسماء العوائل الجداوية داخل السور ليست مجرد أسماء أقامت بجدة، بل تمثل جزءًا من النسيج الاجتماعي الجداوي من خلال المصاهرة والاندماج في العادات والتقاليد وقدرت احصائية ان عدد سكان جدة في عام 1344ه لم يتجاوز حسب أغلب التقديرات 16 ألف نسمة سكنوا قرابة 1866 مبنى. واجمع عدد من ملاك حارة اليمن عن سعادتهم بما تحقق من انجاز عالمي لهذه المنطقة وقيمتها التراثية مما جعل كل المهتمين والزوار والسياح تتجه انظارهم الى تاريخية جدة التي ستنطلق فيها فعاليات مهرجان جدة التاريخية النسخة الثانية تحت شعار "شمسك اشرقت" في الرابع والعشرين من ربيع الاول الحالي، مؤكدين أن رعاية الدولة بتوجيه ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد كانت سببا بعد الله سبحانه وتعالى في اعادة منطقة جدة التاريخية الى سابق عهدها. وقال بعض ملاك حارة اليمن ان الحياة التي كانت سائدة في جدة التاريخية كانت تحكمها الكثير من العادات والتقاليد الاصيلة موضحين ان الاسر الشهيرة التي سكنت المنطقة التاريخية لمدة مابين 4 الى 5 اجيال هي الاسر التي تشكل اليوم شريان الاقتصاد في مدينة جدة حيث ان اغلب تلك الاسر لازال لهم حضورهم الاقتصادي والاجتماعي ذاته. وقال طارق باجوه ان عمر الاسر التي سكنت جدة ومازال لهم احفاد موجودون في المنطقة التاريخية يتراوح ما بين 200 الى 300 عام وهو تاريخ طويل شهدت فيه المنطقة التاريخية العديد من التغييرات الاجتماعية والساسية والفكرية، فيما قال أحد ملاك البيوت في حارة اليمن عبدالعزيز غراب أن الدولة قدمت الكثير لجدة التاريخية، وكانت دائما صاحبة المبادرات وبقي الدور على الملاك وأهالي جدة الكرام أن يقابلوا هذا الدعم بالبذل، بعد أن ثبت أن الاستثمار الأمثل هو المحافظة على أصالة هذه المنطقة وتطويرها، للمشاركة سويا في إنجاز مشروع التطوير وفق الخطط المرسومة وبالمستوى الذي يلبي تطلعات القيادة وطموحات المواطنين وطموحات الملاك. واضاف غراب ان تعاون الدولة مع القطاعات المختلفة ذات الصلة بالتطوير ومشاركة الملاك وكذلك رجال الاعمال ممن سكن اجدادهم المنطقة ساهم وسيساهم في دعم مشروعات تأهيل التراث العمراني بالمنطقة التاريخية مشيرا إلى البرامج والجهود والمشروعات التي تقوم بها محافظة جدة ممثلة في صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود محافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخية وكذلك الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع أمانة جدة، والجهات الأخرى في تأهيل وتنمية مواقع التراث العمراني له اكبر الاثر في بدء عودة الاهالي الى بيوتهم وترميمها ومحاولة الاستثمار فيها باعتبارها ارثا حضاريا يستحق الاهتمام. ولفت غراب الى ان جدة التاريخية بعد ان سجلت ضمن التراث العالمي ستكون سجلا تاريخيا حيا يجسد تاريخ الوطن والاسر التي عاشت فيه، مشيرا إلى اهمية موقع المنطقة التاريخية الاقتصادي والتجاري وضرورة أن تلتفت الجهات القائمة الى ملاك بيوت المنطقة التاريخية وتناقش فكرة اعتماد إنشاء صندوق خاص لدعم الملاك والمستثمرين من المؤسسات المتوسطة والصغيرة للاستثمار في جدة التاريخية. من جهة أخرى توافد ملاك المنطقة التاريخية على اعادة ما يسمى ب "المقعد" حيث يجتمع كبار الاسر فيه من بعد صلاة العصر الى ما بعد صلاة العشاء لمناقشة احتياجات الحي ومتطلباته اضافة الى معرفة احوال الاسر التي تحتاج الى دعم او مساندة. وأوضح جمال عبدالقادر باشا ان احياء فكرة المقاعد او ما يطلق عليه المركاز جاء بعد ان بدأت الدولة في الاهتمام بهذه المنطقة التي تحتوي على الكثير من الاثار والمعالم القديمة التي تقدر بالالاف السنين، مضيفاً أن مشروع الملك عبدالله بن عبد العزيز للتراث الحضاري، ومنه مشروع دعم وتطوير جدة التاريخية كان له اكبر الاثر في عودة الروح لها واعادة التاريخ من جديد. ولفت الى ان مهرجان جدة التاريخي الذي سينطلق في 24 ربيع الاول الحالي سيخلق جوا من الالفة والمحبة ويتيح لكل الزوار والسياح من كافة انحاء المدن السعودية والخليجية الاطلاع على هذا الارث التراثي الجميل والإسهام في تعزيز مشروع جدة التاريخية بعد ان سجلت في منظومة التراث العالمي. يذكر أن جدة التاريخية أصبحت نافذة على عبق تاريخها وأصالة عمرانها ومبانيها القديمة ذات الطابع العمراني المميز المشاهد في مساجدها، مساكنها، أسواقها، حرفها، وأربطتها التي كانت تمثل ملجأ لضيوفها وزائر واجمع اهالي حارة اليمن والشام ومظلوم وحارة البحر ان عدد الاسر التي تم جمعها حتى الآن والتي سكنت جدة التاريخية تضم 536 اسما، كما قدر عدد البيوت والمباني في هذه المنطقة التي دخلت منظومة التراث العالمي للمدن العتيقة بنحو 1866 مبنى.