أظهرت بيانات صدرت أخيراً عن منظمة «أوبك» ان إنتاج الأعضاء انخفض إلى 30.32 مليون برميل من النفط يومياً خلال آب (أغسطس) الماضي، ليتراجع عن مستويات تموز (يوليو) التي بلغت 30.4 مليون برميل يومياً، وذلك بمقدار 165 ألف برميل عن المستويات المسجلة خلال حزيران (يونيو)، في حين وصل الإنتاج الإجمالي العالمي من النفط خلال تموز إلى 91.85 مليون برميل يومياً. وأشار تقرير شركة «نفط الهلال» الأسبوعي إلى ان «كل الدول المنتجة من داخل أوبك وخارجها تتابع مواقع النمو والانتعاش المتوقعة في العالم بهدف الاستحواذ على حصة سوقية أكبر، فيما تتجه الدول إلى زيادة إنتاجها تارة وزيادة قدراتها الإنتاجية تارة أخرى تحسباً لظهور مؤشرات طلب يمكن استغلالها في المستقبل». ولفت إلى ان «العديد من التقارير الصادرة من المنظمات والوكالات الدولية المتخصصة في الطاقة، أظهرت ان معروض النفط في تزايد نتيجة ارتفاع الإمدادات من المنتجين من خارج أوبك، فيما توقعت منظمة الطاقة العالمية أخيراً ارتفاع الطلب ثمانية في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة، على ان تتم تلبيته». وأكد ان «المنظمة أوبك لم تحدد الحصص الإنتاجية لكل عضو خلال اجتماعها الأخير، في حين أبقت على الحد الأعلى للإنتاج اليومي عند سقف 30 مليون برميل، ويُلاحظ ان السقوف الســـعرية المســـتهدفة، التي تتطلب تدخلاً مباشراً من المنــظمة في حال تجاوزها أو عدم الوفاء بها، لم يعد يحظى بالاهتمام والتركيز المناسبين كما في السابق، وبالتالي فإن الحصص القصوى للأعضاء تتابع ضمن القياس العام، فيما تتابع الأسعار لدى الأسواق من دون تدخل مباشر». وأضاف ان «ذلك يقود إلى الاعتقاد ان الدول المنتجة ستتجه نحو زيادة إنتاجها ليقترب من القدرات الفعلية للإنتاج لكل دولة، طالما تُظهر الأسواق طلباً إضافياً، ومن دون النظر إلى مسار الأسعار وتأثير زيادة المعروض على مسار الأسعار على المدى المتوسط». وأشار التقرير إلى ان «الأخطر من ذلك يتمثل في ان الدول المنتجة للنفط والغاز تتجه نحو زيادة قدراتها الإنتاجية اليومية في شكل دائم وتضخ في سبيل ذلك استثمارات ضخمة، وتتركز القدرات الإنتاجية الحالية والمتوقعة نحو زيادة التصدير إلى الأسواق الخارجية من دون الأخذ في الاعتبار حجم الطلب الداخلي حالياً ومسارات ارتفاعه أو انخفاضه في المستقبل». وبيّن ان «تقرير شركة بوز أند كوباني أشار إلى ان دول المنطقة ستواجه نقصاً في إمدادات الغاز بحلول عام 2015، كما ان ارتفاع استهلاك الطاقة واستمرار عمليات التنقيب والإنتاج والتصدير، إضافة إلى عقود تصدير الغاز طويلة الأجل، ستساهم في الحد من الامدادات الحالية للغاز في المنطقة، داعياً دول المنطقة إلى معالجة الأزمة المحتملة من خلال رفع أسعار الغاز وتعزيز كفاءة الاستخدام والاستثمار في المشاريع الجديدة التي تعمل على تعزيز الإنتاجية، إضافة إلى إيجاد بدائل جيدة لتعويض النقص». الشركات وتطرق التقرير إلى أبرز الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع في منطقة الخليج، ففي السعودية أكدت شركة «لوك أويل» الروسية أنها تخطط للبدء في إنتاج الغاز الطبيعي العام المقبل، حيث حققت كشفاً يضم 400 بليون متر مكعب، وسيكون أول مشروع غاز في السعودية. وأبرمت «لوك أويل» صفقة للتنقيب عن الغاز وضخه في السعودية في إطار مشروع المنطقة «أ» قبل 10 سنين. وأعلنت «أرامكو السعودية» توقيع اتفاقات جديدة مع ثلاث شركات، وهي «ماروبيني» اليابانية، و «جي جي سي» اليابانية، و «شركة الجميح للطاقة والمياه». وتنص الاتفاقات على بناء محطات تتميز بالكفاءة في مجال الإنتاج المزدوج للطاقة وتشغيلها، في مجمعات معامل معالجة الزيت والغاز الرئيسة في كل من بقيق والحوية ورأس تنورة. وفي الإمارات أعلنت «شركة الإنشاءات البترولية الوطنية» بالائتلاف مع شركة «تكنيب» الفرنسية في أبو ظبي، إبرام اتفاق الهندسة والتصميم والشراء والتصنيع والتركيب الخاص بالحزمة الثانية من مشروع تطوير حقل «أم اللولو» من «شركة أبو ظبي البحرية العاملة» (أدما العاملة) بقيمة 1.69 بليون دولار. وأعلنت «شركة أبو ظبي لتطوير الغاز المحدودة» (الحصن للغاز) إتمام أكثر من 80 في المئة من أعمال مشروع تطوير حقل شاه للغاز الذي يحتوي على أكبر احتياط للغاز الحامض في العالم. وتصل كلفته إلى 36.7 بليون درهم (10 بلايين دولار)، على ان يُنجز المشروع بالكامل نهاية عام 2014. وفي قطر استكملت «المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء» (كهرماء) المرحلة التجريبية لمحطة توزيع الكهرباء الرئيسة الأولى في الدوحة بقدرة 66 كيلوفولت، وذلك ضمن مشروع شركة «مشيرب العقارية». وفي العراق أكد مصدر نفطي ان شركة «بي بي» البريطانية كانت تتوقع إبرام اتفاق مبدئي بداية الشهر الجاري لتطوير حقل نفط كركوك في شمال العراق، في خطوة قد تكون لها تداعيات سياسية نظراً إلى ان الحقل يقع على جانبي منطقة الحدود مع إقليم كردستان شبه المستقل. وأكدت شركة «دايو» للأعمال الهندسية والإنشاءات فوزها بعقد قيمته 709 ملايين دولار لبناء محطة معالجة مركزية في حقل عكاس للغاز في العراق. وأشارت في بيان إلى أنها تعتزم إكمال المحطة بحلول تموز (يوليو) 2017.