استبعد خبراء في مجالات الطيران والقانون والسياسة، أن يكون التصعيد الناجم عن الأزمة الروسية الأوكرانية وراء حادثة سقوط الطائرة الماليزية شرق أوكرانيا الخميس الماضي. وقال الخبراء لـ«عكاظ»، إن التوترات السياسية لا يمكن أن تصل إلى إسقاط طائرة مدنية على متنها نحو 300 راكب. وقال الأستاذ المشارك في كلية هندسة الطيران بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو الجمعية السعودية لعلوم الطيران الدكتور إبراهيم علوي، إن حوادث الطيران تقع خلال عمليات إقلاع وهبوط الطائرات وبنسبة تقارب 90 % من إجمالي الحوادث، مضيفا: إنه لو كانت الطائرة في الجو فإن إمكانية سقوطها ضعيفة جدا. وأشار إلى أنه في السابق كانت العمليات الإرهابية المتسبب الرئيس لسقوط الطائرات في الجو، لكن بعد تشديد الرقابة وتعزيز الضوابط الأمنية، يكاد يكون إسقاط الطائرة بفعل العمل الإرهابي منعدما، كما أنه أمر مستبعد في حادثة الطائرة الماليزية، إذ إنه لا أحد يتوقع أن يصل الأمر بالتوترات السياسية إلى إسقاط طائرة مدنية. لكن من الوارد أيضا أن يكون هناك توجيه للطائرة قد تم إلى المسار المستهدف لتفجيرها. من جهته، أفاد مندوب المملكة السابق في منظمة الطيران المدني المهندس سعيد الغامدي، أن المنطقة التي أسقطت فيها الطائرة تشهد نزاعا عسكريا بين روسيا وأوكرانيا، ومع ذلك فمن المستبعد أن تقف أي دولة خلف حادثة إسقاط الطائرة. وقال: إن جميع دول العالم تقريبا أعضاء في منظمة الطيران المدني، وبالتالي هناك التزامات مفروضة على الأعضاء في مجالات الطيران المختلفة والتي منها الأمن والسلامة، مؤكدا أن خرق هذه الالتزامات يعني الوقوع تحت طائلة القانون الدولي، ناهيك عن التبعات الدولية. بدوره، أفاد أستاذ القانون الدولي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور زياد القرشي، أنه في حال تبين وقوف دولة ما وراء تحطم الطائرة فإن ذلك سيعرضها لعقوبات دولية، رغم أنه لا توجد آلية واضحة ومحددة في القانون الدولي، وأشار إلى حالات مماثلة لوقوع مثل هذا الاحتمال ومنها اعتراف الحكومة الليبية بإسقاط الطائرة الأمريكية فوق لوكربي. واستبعد أستاذ العلوم السياسية الدكتور صالح بن سبعان، أن يكون للأوضاع السياسية والأمنية في أوكرانيا تأثير على حركة الطيران الدولية، لا سيما أن الطائرة المنكوبة كانت في مسار الرجوع من الرحلة بعد أن مرت بنفس المسار في رحلة الذهاب. وقال: لا نستطيع أن نحمل السياسة مسؤولية الحادث وهو ما كان يجري سابقا في عهد الاستقطاب الدولي، إذ جرى في تلك الحقبة استهداف طائرة كورية مدنية دخلت المجال السوفيتي بالخطأ. واستبعد بن سبعان أيضا، فرضية إطلاق صواريخ بشكل مباشر في حالة اختراق أجواء الدول، لا سيما الدول التي تشهد توترات مثل أوكرانيا. وقد اتهمت الحكومة الأوكرانية، انفصاليين موالين لروسيا شرق البلاد، بمحاولة تدمير أدلة في موقع تحطم الطائرة الماليزية ونقل 38 جثة من المكان. وأعلنت في بيان لها أمس، أن إرهابيين بمساعدة روسيا يحاولون تدمير أدلة جرائم دولية.