بدأت بريطانيا مشروعا طموحا لإنتاج سيارات صغيرة بدون سائق تعمل بالكهرباء وتتسع كل واحدة منها لشخصين مع حقيبتيهما، وأظن أنه من مصلحتنا دعم هذا المشروع لأنه قد يكون الحل الوحيد لمعضلة قيادة المرأة للسيارة في بلادنا، فبعد أن اتضح أن جوهر المشكلة هو من يمسك بالمقود المرأة أم السائق الأجنبي ؟.. فالأفضل والأسلم في هذه الحالة أن نتخلص من (الدركسون) فلا امرأة تقود سيارة فتهدد هوية المجتمع !.. ولا رجل يقود سيارة فيحقق أعلى نسبة للحوادث المرورية في العالم، البريطانيون ينتظرون بشغف الدفعة الأولى من هذه السيارات والتي سوف تجوب الشوارع بعد عامين فقط، لأنهم يعتقدون أن هذه التجربة سوف تجعلهم يعيشون أجواء (الخيال العلمي) ونحن أيضا ننتظرها بشغف كي نتصالح مع (الواقع غير العلمي) ! . *** فيلم (ديانا) الذي يتناول قصة الأميرة الراحلة التي لا زالت تعيش في قلوب الملايين من سكان هذا الكوكب، يقدم دليلا جديدا بأن حياة الانسان مهما كانت حافلة بالأحداث المثيرة فإنه يمكن تلخيصها كلها في سرد أحداث فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز العام، لم يتطرق الفيلم إلى حفل زفافها الأسطوري، وليس ثمة مكان في الفيلم لزوجها الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، فأحداث الفيلم تتمحور كلها حول قصة حبها القصيرة مع جراح القلب الشهير خان، ذي الأصول الباكستانية، وينتهي بحادث السيارة الذي أودى بحياتها هي ودودي الفايد، ولكن هذا الحدث القصير كان كافيا جدا لاستعراض حياة حطمتها الشهرة وخنقتها التقاليد الملكية الصارمة، كانت مرحلة سريعة ومجنونة ولكنه جنون الحرية الذي يهزأ بكل هذا العقل المصطنع، أحبت وكأنها شاعرة، عبثت وكأنها مراهقة، تدفقت مشاعرها الحزينة مثل أي أم معزولة عن أولادها، سعت لمساعدة ضحايا الألغام في كل مكان في العالم كي تؤكد لنفسها أنها قادرة على تقديم شيء للإنسانية غير استعراض قبعاتها وفساتينها، تصعلكت وفعلت أشياء غير متوقعة منها لأنها احتاجت بشدة أن تعيش كما هي دون قناع ولو عاما واحدا في العمر.. ويا للحزن فقد كان هذا العام الذي وجدت فيه ذاتها المفقودة هو عامها الأخير. *** حصلت أربع دول خليجية على إعفاء لمواطنيها من تأشيرة دخول بريطانيا بغرض السياحة أو العلاج، حيث سيكتفي مواطنو عمان والإمارات وقطر والكويت بإرسال إيميل إلى السفارة البريطانية وينتظرون الموافقة بعد 24 ساعة، وما ننتظره من وزارة الخارجية هو أن تكون السعودية الدولة الخامسة تسهيلا على طالبي التأشيرة، وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد وعدت الخارجية ببذل جهودها لتقصير الفترة الزمنية الطويلة التي يحتاجها المواطنون للحصول على التأشيرة الأوروبية. *** شهدت بريطانيا عواصف هوجاء ضربت المناطق الوسطى والجنوبية، وعقدت الحكومة اجتماعا لوضع خطط لحماية الناس، وأكد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بأن المهم الآن هو تقليل حجم تأثير هذه العواصف على الخدمات العامة، وبينما ينشغل البريطانيون بهذه الظروف الجوية القاسية تهب عواصف من نوع آخر على المنطقة العربية التي رسموا خرائطها قبل مائة عام، عواصف طائفية دامية تطايرت بسببها أطراف الخرائط وسقط بشر كثيرون في أطراف كل خارطة، فجاء الأمريكان ووضعوا حجرا ثقيلا على كومة الخرائط كي لا تطير كلها وتبتعد عن الطاولة، صحيح أن الخرائط لا زالت في مكانها ولكنها لم تعد مرئية، والله وحده هو الذي يعلم أي آثار تلك التي يمكن أن يصنعها الحجر الكبير ؟!. *** الولايات المتحدة تجسست على كل زعماء أوروبا ولكنها أكدت أنها لم تتجسس إطلاقا على رئيس وزراء بريطانيا، وهذا يثبت من جديد أن بريطانيا بالنسبة للولايات المتحدة ليست مثل بقية الحلفاء الأوروبيين، بل هي الأم التي لا زال العم سام ينظر إليها بعين التقدير ويشعر بأن وجودها إلى جواره يمنحه بعض الوقار الذي يخسره في كل نزوة من نزوات الكاوبوي الطائش الذي أصبح يتجسس حتى على نفسه !. *** المثل الشعبي الذي يجب سرقته من البريطانيين لتفسير بعض التعقيدات المزمنة في حياتنا هو : (للعصا العوجاء ظل أعوج) !.