شكل "مقعد جدة وأيامنا الحلوة" بالمنطقة التاريخية منصة أفكار خلاقة تنبع من شابات وشباب يحملون أفكار ثقافة التطوع، لإتمام عمليات الشرح والتوضيح للزوار عن عدد كبير من الصور التاريخية والقطع الأثرية والحرفية في مقعد جدة، حيث تعرض نفائس من الصور القديمة والآلات والمعدات والخزفيات وآوني الطبخ والغسيل والمشغولات والملابس والأواني المنزلية وأعداد كبيرة من المنتوجات التي يحق أن يقال عنها إنها "انقرضت" إضافة إلى أوعية السقاية ومستلزمات طحن الحبوب والمواقد وجرار الفول وأقدم الراديوهات والكاميرات حتى السينمائية منها والآلات الطابعة. ومع كثافة زوار المقعد والذين بلغ عددهم حسب التقارير الرسمية قرابة 562 ألف زائر، تقف مجموعة من الشابات والشبان ممن يمتلكون لغات أجنبية وثقافة جيدة في تاريخ وتراث الحجاز طيلة 4 ساعات في النوبة الواحدة يتولون فيها الشرح والتعريف بمقتنيات المقعد وحكايات الصور وحدود جدة وسورها القديم وبحيرة الطين ما يعرف حاليا ببحيرة "الأربعين". ميرال حفني إحدى المتطوعات في الفريق تحمل شهادة ماجستير تجيد عدة لغات تصف عملها التطوعي بأنه واجب وطني وترى أن التراث جزء من التاريخ يوثقه وأن ضياعه يعني ضياع هوية الأشخاص والحضارات. تحدثت ميرال عن انضمامها للفريق منذ فترة طويلة وتفاعلها أكثر في جمع المتطوعين بعد حرائق المنازل في المنطقة التاريخية وتؤكد على أن مشاركتها حاليا في المقعد جاءت تتويجا لمسيرة زملائها، حيث أصبحت جدة التاريخية اليوم ضمن قائمة التراث العالمي، وتم تسجيلها رسميا في قائمة المنظمة العالمية لليونسكو للتراث العالمي. وفي وسط زحام "المقعد" تلتقط زميلتها رجاء أطراف الحديث من زميلتها ميرال لتوضح أن ما حدا بها للتطوع هو فلسفة الإحساس الذي يدفعها لمساعدة أسرتها وأن انطباعها يكمن في المقولة الشهرية "اللي ما له خير في نفسه ما له خير في أهله"، وتزيد: واجبنا تجاه وطننا أن نكون أفضل وأجمل واجهة له تعكس الصورة الصحيحة للمسلم والصورة الحقيقية لابن البلد، والذي تقول عنه بالعامية "قرب ينقرض" مثلما وصفت أشياء كثيرة في "المقعد" قد "انقرضت" من أسواقنا بحسب قولها وهي تشرح لنا مقتنياته.