النسبة التي حققتها حكومة الإمارات في التحول نحو الحكومة الذكية كانت مرضية بشكل كبير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ووضح ذلك جلياً من التغريدات التي أطلقها سموه منذ صباح يوم الأمس للإعلان عن النتيجة المحققة، ورفعه لهاجس الريبة الذي انتاب الكثير من المسؤولين تجاه الحفلة التي توقع البعض أن تقام لهم، عندما قال سموه إن مهلة العامين لم تكن سيفاً على رقاب فرق العمل.. بل ممارسة إدارية وقيادية طبيعية لوضع جدول زمني لكل طموح.. ووضع حد زمني لكل هدف. المسؤولون الآن أمام تحدٍ جديد طرحه سموه على تويتر حين قال: وضعنا هدفاً جديداً بتقليل نسبة المراجعين لكافة مراكزنا الحكومية بنسبة ٨٠٪ حتى العام ٢٠١٨ من حق الجميع إنجاز معاملاته من بيته وعبر هاتفه الذكي. التحدي الأخير هو هدف حكومي ومطلب جماهيري بامتياز، إذ لطالما اشتكى المواطنون والمقيمون من كثرة المراجعات والتنقلات على الدوائر بهدف إتمام معاملة قد لا تحتاج إلا لبضعة دقائق لإنجازها، ولكن رتابة البعض وبيروقراطيتهم تحول دون الديناميكية. من الأهمية بمكان ونحن نتحدث عن نجاح في التحول الذكي، وأمام طموحنا لتحقيق سعادة الجمهور، التفات الحكومة وأجهزتها التنفيذية إلى بعض العقبات التي تواجه المراجعين في بعض الدوائر الخدمية، ومن الأهمية بمكان الإشارة أيضاً وللأسف إلى أن خدمة اتحادية تقدم في إمارة أفضل منه في إمارة أخرى. المراجع غير معني بالأسباب لكنه يتعامل مع نتائج، وهو يقصد في بعض الأحيان تحويل معاملته على مكان دون غيره، لأنه يعي أن الخدمة ستقدم أسرع من أي مكان آخر. الأسباب التي يراها المراجعون لا تعود إلى الجهة المقدمة للخدمة، بل إلى بعض المسؤولين عن هذه الدوائر التي تنقصهم الديناميكية والحراك، ويميلون في أغلب أعمالهم على الرتابة والتقليدية، ولا يضيرهم ما يضعونه من عراقيل أمام المراجعين. ومن الأهمية بمكان أيضاً، ونحن نحتفل بهذا الإنجاز الذي توقعنا تحقيقه، مراجعة بعض الخدمات التي أعلن عنها لأن تطبيقها فيه شيء من الصعوبة على المستخدم، ويمكن للجهة المقدمة للخدمة أن تطرحها بشكل أسهل وأكثر ديناميكية، وقد يكون السبب بحسب ما همس بعضهم هو الاستعجال في تقديم الخدمات تحاشياً لحفلة الوداع. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، كشف بالأمس أنه لم يكن ينوي أن يعاقب أحداً لأنه يعلم من جهازه الفني أن الجميع اجتهد وعمل، وأمام ذلك، فإن التحدي أمام المسؤولين يصبح مضاعفاً للسير بكل ما هو في مصلحة المراجعين إلى الأمام، تحقيقاً للأهداف الجديدة التي طرحها. jdwairi@hotmail.com