×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / الدفاع المدني بجازان يختتم الدورة التدريبية على وسائل السلامة

صورة الخبر

كل الوطن- متابعات:رأى «ديفيد دبليو ليش»، وهو أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ترينيتي في سان أنطونيو بولاية تكساس الأمريكية، أن النظام السوري ربما يكون قد فاز في الحرب السورية، ولكن الدولة التي سيرثها هذا النظام ستكون دولة عاجزة، تعاني من فقر مدقع، وبنية تحتية مهدمة. مصادر صحافية في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية،قال الكاتب إن القوات التي تدعم الحكومة السورية أنجزت الاستيلاء على مدينة حلب، فيما تتفاوض روسيا وتركيا وإيران على اتفاق هش لوقف إطلاق النار، ومن المحتمل أن يستمر الرئيس السوري «بشار الأسد»، والنظام الذي يشرف عليه في حكم سوريا، بطريقة أو بأخرى. في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية نشرت الأسبوع الماضي، صرح الرئيس السوري أن حلب كانت «نقطة تحول في مسار الحرب»، وأن الحكومة «في طريقها إلى النصر». ولكن الكاتب تساءل بقوله: إذا كان هذا هو الحال، ماذا سيفوز به «الأسد» في الواقع؟ رصد الكاتب عددًا من الأرقام التي تشير إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، والاجتماعية، والاقتصادية في سوريا، بعد قرابة ست سنوات من الصراع. وقال الكاتب: «دعونا نلقي نظرة على الأرقام. (على الرغم من أن الإحصاءات التالية هي تقديرات، فإنها ستغدو أسوأ مع مصفوفة استمرار الحروب في سوريا). أكثر من 80% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر. ما يقرب من 70% من السوريين يعيشون في فقر مدقع، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم الأساسية، وفقًا لتقرير صدر في عام 2016. على الأرجح زاد هذا العدد منذ ذلك الحين. معدل البطالة هو قريب من 58%، مع عدد كبير من هؤلاء العاملين الذين يعملون مهربين ومقاتلين، أو في أي مكان آخر في اقتصاد الحرب. انخفض متوسط ??العمر بواقع 20 عامًا منذ بداية الثورة في عام 2011. وحوالي نصف الأطفال لم يعودوا إلى المدرسة». وأضاف الكاتب أن البلاد تعاني من كارثة صحية عامة. الأمراض التي كانت سابقًا تحت السيطرة، مثل التيفود والسل والتهاب الكبد والكوليرا، باتت أمراضًا?? متوطنة مرة أخرى. وشلل الأطفال –الذي تم القضاء عليه سابقًا في سوريا– عاد من جديد، وربما بواسطة مقاتلين من أفغانستان وباكستان. بحسب الكاتب، فقد لقي أكثر من 500 ألف سوري حتفهم في الحرب، وقتل عدد غير معروف من السوريين بشكل غير مباشر، بفعل الصراع (كلفة تدمير المستشفيات واستهداف العاملين في مجال الرعاية الصحية). مع أكثر من مليوني جريح، أصبح حوالي 11% من السكان خسائر بشرية. وتقارب أعداد النازحين داخليًّا وخارجيًّا نصف سكان سوريا. ووجدت دراسة أجرتها وكالة الأمم المتحدة للاجئين عام 2015، بشأن اللاجئين السوريين في اليونان، أن عددًا كبيرًا من البالغين -86%- لديهم شهادات ثانوية أو جامعية. إذا كان هذا صحيحًا، فإنه يشير إلى أن سوريا تخسر الشعب الكاتب أشار إلى أن تكلفة إعادة الإعمار ستكون فلكية.وقدرت دراسة أجريت في مارس 2016، أن مجموع الخسائر الاقتصادية نتيجة للصراع كان 275 مليار دولار. تعرضت الصناعات في جميع أنحاء البلاد للتخريب. يضاف إلى ذلك تكلفة التصليحات اللازمة للبنية التحتية، والتي يقدر صندوق النقد الدولي أنها ستكون بين 180 مليار و200 مليار. ستتطلب عمليات إعادة البناء كرمًا غير معهودٍ من قبل المجتمع الدولي، ولكن ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن دول أخرى تريد مكافأة «الأسد» للتعامل بوحشية مع الجانب الآخر. حلفاؤه روسيا وإيران لديهم مشاكل اقتصادية خاصة، وليس من المرجح أن يكونوا ذات فائدة كبيرة. من أجل البقاء على قيد الحياة، قال الكاتب إنه يتعين على النظام السوري الاعتماد بدرجة غير عادية على القوات الروسية، والإيرانية، وعملائهم، مثل حزب الله، الذي ستكون في أشد الحاجة إليه إذا كان هناك أي أمل في إعادة البناء في المستقبل واستطرد الكاتب بقوله إنه على الرغم من أن «الأسد» ما يزال يحافظ على بعض الاستقلال، فإن موسكو وطهران، وحتى زعيم حزب الله، «حسن نصر الله»، سوف يكون لديهم الكثير ليقولوه بشأن تقدم دمشق نحو الأمام. لن يكون فقط على «الأسد» أن يستمع، بل سيتعين عليه على الأرجح الصمود في وجه الضغوط من أولياء أمره، الذين يحثونه على التنحي في نهاية ولايته الرئاسية في 2021. وتابع الكاتب بقوله: «وأخيرًا، فإن المعركة هي، في الواقع، لم تنتهِ بعد. لم تحقق حكومة الرئيس الأسد، ولا قوات المعارضة أهدافها. ربما لن يكون بمقدور المعارضة قلب نظام الحكم، ولكن استمرار التمرد الجارِ من قبل عناصر المعارضة المسلحة ليس أمرًا مؤكدًا بوجود دعم من الرعاة الإقليميين، مثل المملكة العربية السعودية، التي لا تريد بأي حال من الأحوال أن ترى منافستها، إيران، تبحر نحو النصر الكامل. وبحكم طبيعتها، تتطلب حركات التمرد دعمًا أقل بكثير بخلاف المعارضة التي تحاول السيطرة على الأراضي». وتوقع الكاتب أن «الأسد» سيرى فيما بعد ما أسماه المبعوث السابق للأمم المتحدة في سوريا، «الأخضر الإبراهيمي»، وسيشرف «الأسد» على حكومة، كما في الصومال، تسود، ولكن لا تحكم، كامل البلاد. بدلًا من ذلك، سيسيطر عدد من القوى -الحكومة والميليشيات المعارضة والميليشيات الكردية، وجيوب لتنظيم داعش– على أجزاء من الأراضي. وتساءل الكاتب بقوله: كيف سيحكم «الأسد» دولة هشة؟ فشبكات المحسوبية التي كانت موجود مسبقًا تحطمت، وحل محلها مجموعة من القادة العسكريين شبه المستقلين، الميليشيات أو مجالس الإدارة المحلية. هذا هو الحال في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، حيث تتوقع الميليشيات الموالية للنظام، والعصابات التي بقيت مخلصة مكافئتها. واختتم الكاتب بقوله إن الحكومة السورية قد يكون لها ممثل في الأمم المتحدة، وقد يكون لديها سفارات في بعض البلدان، وأختام جوازات السفر، والعملات المطبوعة، لكنها ليست دولة. سيطرة «الأسد»، سلطته وشرعيته، باتت مقيدة بشدة، سواء كان هو ومؤيدوه يعرفون ذلك أم لا. سيتعين عليه الاعتماد على استمرار المساعدات على نطاق واسع من الخارج، إذا كان يريد استعادة ولو جزء مما كانت سوريا. ولكن ها هي سوريا الجديدة. سيتعين عليه هو إعادة تشكيل نظامه السياسي ليتناسب مع هذا الواقع الجديد، وليس العكس.