×
محافظة المنطقة الشرقية

إسلام 80 امرأة منتصف رمضان شمال الرياض

صورة الخبر

قبل يومين طلبت مني ابنتي ذات السنوات العشر ـ وعلى غير العادة ـ حذف كل أغاني الأطفال الموجودة في جهازها، إضافة إلى الصور "بحيث لا يمكن إعادتها مستقبلا". سألتها عن السبب، فأجابت: "داعش" يقتلون كل من يسمع الأغاني أو يحمل صورا!. برغم عملي في المجال النفسي لـ15 عاما وتحديدا مع فئة الأطفال، إلا أني أعترف بارتباكي عندما سمعت جوابها، رغم محاولاتي التماسك.. سألتها من أين لها هذا الكلام؟! فأخبرتني أنها كانت تبحث في "اليوتيوب" عن أغان للأطفال وأفلام كرتون، فظهر لها مقطع كرتوني لأغنية تسخر من "داعش"، ثم ضغطت المقطع التالي، وهكذا حتى وصلت إلى مقاطع تتحدث عن قتل وجلد "داعش" للأطفال والنساء.. ولم تتوقف عند ذلك، بل سألتني: من هم "داعش"؟! لم تكن إجابتها وحدها ما أزعجتني ـ وإن كانت كافية ـ إنما هناك أمران آخران: أولهما أني ممن يزعم حرصه على محتوى أجهزة أطفاله، والتأكد من نقاوتها، وخلوها من أي تطبيقات لا تليق بهم رؤيتها. والثاني أني لم أتخيل يوما أن أتقاسم وابنتي ـ وهي في هذه السن ـ هاجسا كهذا التنظيم المتطرف!. في البداية، احترت بأي لغة سأشرح لطفلة العاشرة عن خوارج العصر وغلاة الدين، وكيف أبين لها أن ما تفعله "داعش" من تكفير للناس، وإراقة للدماء، واستباحة للحرمات ليس من الإسلام في شيء، لكني في النهاية أمضيت وقتا ـ يستحق ـ لأصف لها سماحة الإسلام، وكيف كان يتعامل المسلمون مع غيرهم، حتى دخل كثير منهم الإسلام بأخلاق أهله، بعكس ما تفعله "داعش" من تنفير للناس من الدين وإساءة إليه. وكما ابنتي.. شاهدت بدوري مقطعا على "اليوتيوب" لأحد أتباع تلك "البيارق السود"، وفي نهايته ختم حديثه بما يقوله عادة أتباع ذلك التنظيم ـ باقية وتتمدد ـ وكونه ممن يستبدلون "القاف" بـ"الغين"، نطق كلمة "باقية" بـ"باغية".. ويبدو أن كلمة الحق سبقت.