كنت أشرت في مقالة الأسبوع الماضي التي تحدثت فيها عن حرب الوديعة 1389ه /1969م متسائلاً إلى قصيدة ابن صفيان الشهيرة : نحمد الله جت على ما تمنى من ولي العرش جزل الوهايب وقد سعدت باتصال هاتفي من الزميل الباحث المتميز صلاح الزامل الذي أكّد أن قصيدة العرضة هذه قيلت في مناسبة حرب الوديعة وأن الشاعر كان أحد المشاركين فيها وأن ديوانه تضمن الإشارة إلى ذلك فكل الشكر لزميلنا العزيز. أما القارئ الكريم علي الحميضي فقد عقّب متسائلاً عن عدم الإشارة إلى قصيدة الشاعر عبدالله الصالح الأشقر التي قالها أثناء زيارة الملك فيصل لمدينة حائل والتي أشار فيها إلى نصر الوديعة ومنها قوله: أحكم له الليث خبطة ضاريٍ غاضب خلّى الجثث جاثية والروس درّاجي والحقيقة أني أشكر للأخ علي مداخلته الجميلة ولكن لم يكن هدف المقالة تتبع كل ما قيل في تلك المناسبة من الشعر الذي كان وما زال وثيقة شعبية للأحداث التاريخية فهو صوت الناس حاضرة وبادية الذي يعبرون به عن مشاعرهم الوطنية في وقت الأزمات قديماً وحديثاً، وقد ذهلت بعد اطلاعي على حوار تويتري للزميل مهدي بن عبار العنزي مع نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون لشؤون التلفزيون أكد النائب من خلاله محاربته للأدب الشعبي في التلفزيون باعتباره :"هيجنة وشعبيات القرن المنصرم" محتجاً بأن أجداده:"تربّوا في المساجد ومؤسسات التعليم وبنوا حضارة زمانهم"!! "ولم يتربوا على ظهور الهجن وصهوات الجياد"!! هكذا ينظر مسؤول الإعلام وأستاذه نحو جزء من ثقافتنا العربية ومحدد من محددات الهوية الوطنية ووسيلة الإعلام المجتمعية وكأنه ينافس المتسابقين لتحقيق لقب (كوميدي ستار) أو (الماستر شيف)!! ولا بد لي بعد ذلك من لفت النظر إلى قصائد أخرى قيلت في مناسبة حرب الوديعة التاريخية مثل قصيدة الشاعر محمد سعيد المسعودي القحطاني حين قال: سلام ياجيشٍ على الحدّان أفعالهم ما هي بمنسيّة يوم الوديعة كلّمت نجران محتلّها قوة يمانية يوم اطلع فيصل على ما كان وأرسل على القوات برقية ومنها: غلطان يااللي بأرضنا طمعان ما تدري أن الدار محمية!! وأما الشاعر حمدان بن فريج البضيعي البقمي والذي كان أحد المشاركين في حرب الوديعة فله قصيدة وثّق فيها مهمته ومعاناته ومشاعره منها: ياالله في نصرٍ نهار الملاقاه بعشر رمضان التالية يا رحومي ضلع الوديعة بذ حمدان وأشقاه سبّار للقوات قبل الهجومي ومنها: لا جيت أدوّر عذر ما والله ألقاه العذر يبقى للهزالا الرخومي والله لأعدّي الضلع وأطاه وأرقاه وأبقى براس الضلع لو طال يومي ولخالد الأحمد السديري الذي كان أميراً لنجران في تلك الفترة مهامه المشهودة في حرب الوديعة حيث قال: الحرب له ناسٍ وماقف وميدان غير الرجال اللي تراعد شواها خاضوا معاركها شبابٍ وشيبان يوم اقبلت هوجا تلقّوا لظاها وقال في قصيدة أخرى: قالوا لي اقعد بالذرى لا تعداه جسمك مواجهة الهبايب تكوده لو الذرى المطلوب يا علي نلقاه نلقاه عند اللي ينقض جعوده ومنها: في طاعة الواجب هوانا عصيناه ويبست شنون الحب وأسنت عدوده ليلٍ سهرنا به وليلٍ سريناه وليلٍ نجفل بالمضامي رقوده وإلى تجهم جو درب وطيناه قول على فعل حضور شهوده نسوقها مع كل دو ولهلاه وتاطا بنا ضلع تنابح قروده تومي بنا الاقدار في كل مضماه وراس الوعد حق علينا نعوده غريمنا لو ما وصلنا وصلناه وبشية الله ما تفكه جنوده