×
محافظة المنطقة الشرقية

بحضور رئيس مركز البجادية وعدد من المسؤولين اختتام الملتقى الشبابي الرمضاني الأول تحت عنوان «وطننا أمانة»

صورة الخبر

مع أني قد نويت أن لا أخوض في الأحداث السياسية خلال مقالاتي الرمضانية واعتبرت هذا الشهر الفضيل فرصة لالتقاط الأنفاس، والعودة إلى الأجواء الروحانية التي اختطفتنا منها الأحداث المحيطة بنا، لكن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أصر على إخراجنا من هذا الجو الرمضاني، وكأنه يشدنا شدا للحديث عنه، وكنت قبيل رمضان قد كتبت عما يحدث في العراق، والتضخيم من (داعش) واستخدامها -كما سبق أن استخدمت القاعدة من قبل الكثيرين- فزاعة للغرب بعامة، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وقلت إن ما يحدث في العراق هو بمثابة (انتفاضة سنية) ضد الاستبدادي نوري المالكي، وسياسته الإقصائية، ناهيك عن خضوعه التام للتوجيهات الإيرانية. شيء طبيعي أن تستغل تنظيمات وحركات مثل (داعش العميلة) وغيرها اضطراب الأوضاع في العراق الشقيق، وأن تحقق مكاسب على الأرض، لكن علينا معالجة الأسباب، لا الحديث عن الظواهر. لقد كتب البريطانى (ديفيد جاردنر) في صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية مثالا حول ما يحدث في العراق، اتهم فيه نوري المالكي بتأجيج الفتنة في بلاده بنزعته الطائفية والإقصائية للسنة في العراق. أما رئيس إقليم كردستان، السيد مسعود بارزاني، فقد قال إن تشبث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بولاية ثالثة، سوف يدفع البلاد إلى مزيد من الفوضى، كما أشار إلى حملة الكراهية القومية (الشوفينية) التي تمارسها الحكومة وأجهزتها ضد الأكراد، ساعية لتحميل الاكراد مسؤولية فشل الحكام العراقيين. وقد يحلو للبعض -تبرئة لسياسة المالكي العنصرية- أن يلقي بالتبعة على الغرب رابطا بين داعش والقاعدة، لكن ثمة فرقا بين التنظيمين، فالقاعدة إنما جاءت رد فعل للسياسة الامريكية، بينما جاء تنظيم داعش كرد فعل للسياسة (المالكية) واستغلال الأحداث الجارية. ويبدو أن نوري المالكي قد شعر بأنه لم يعد قادرا على السيطرة على الأوضاع، والوقوف في وجه الانتفاضة السنية من جانب، وداعش العميلة من جانب آخر، فعمد إلى حيلة مصيرها الفشل، إلى تخويف الغرب، من خلال رسالة بعثت بها حكومة العنصرة نورة المالكة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أعربت فيها عن استيلاء مجموعات إرهابية مسلحة على مستودع سابق للأسلحة الكيميائية في العراق، يعود لعهد صدام حسين، ومازالت به بقايا لهذه الأسلحة. استقواء بالخارج، وأسلوب رخيص، من أجل أن تتحرك الأمم المتحدة، أو بالأحرى الولايات المتحدة، خوفا من استيلاء تلك الجماعات الإرهابية على الأسلحة، أو بقايا الأسلحة الكيميائية المزعومة. ماذا يريد نوري المالكي بعد؟! فتت العراق، وقسم أهلها شيعا وأحزابا بل قسم أراضيها، تنفيذا لمخططات صهيونية أمريكية قديمة، ومازال يسعى لمواصلة سياسته التدميرية، التي أنهكت العراق، وأودت بحياة عشرات الآلاف من أهله. تذكرت وأنا أستعرض تصرفات المالكي، تلك اللوحات التي رفعها إخوة لنا في بلادهم، مطالبين برحيل حكامهم، وكان لهم ما أرادوا. وها أنا أرفع مقالي في وجه المالكي لأقول له: ارحل.. ارحل.. فقد أشبعت العراق والعالم عنصرية سوداء. وسيرحل المالكي حتما، وإن غدا لناظره قريب.