×
محافظة المنطقة الشرقية

الطبق الرمضاني يرفع أسعار الورقيات 100% في الأحساء

صورة الخبر

هل شاهدت صورة فخامة الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي وهو "محشور" بين رجلي أمن في سيارة تقوده إلى المحاكمة بتهمة "الفساد"؟ وهل لمست أو قرأت ملامح المذلة والارتباك الظاهرة على وجه الرئيس وهو يهوي من علو منصة قصر الأليزيه إلى مهاوي التحقيق والإدانة وربما السجن؟! إذا لم تكن ظروفك سمحت لك بمشاهدة الصورة التي انتشرت بعد بثها في القنوات التلفزيونية وفي الصفحات الأولى من الصحف العالمية فما عليك سوى الرجوع إليها عبر الوسائط لتلمس حجم المهانة التي أعقبت الفخامة والعجز بعد القدرة، خاصة وهو يجلس في المنتصف محفوفاً بين اثنين يحيطانه عن اليمين وعن الشمال قعيد كأنهما يخشيان هروبه ومعلوم أنه لا ينوي الهروب ولو نوى فلن يستطيع ولو استطاع فلن يفعل لأنه لا يليق الهروب برئيس دولة سابق إلا ربما في عالم ثالث أو عالم عربي! لا يليق برئيس دولة متحضرة يحكمها القانون أن "ينحاش" ويختبئ في حفرة أو ماصورة فإن كان ذلك كله معلوم أقصد النية في الهروب.. وعدم القدرة فلماذا كل هذا الحشد والترصد عند القبض عليه؟ أظن أنها مسألة رمزية لإظهار سيادة القانون وقوته وسريانه على الجميع مهما علوا أو نزلوا، إن مسألة القبض ثم المحاكمة ثم الإدانة أو حتى التبرئة مجرد إشارة إلى تأكيد تساوي القامات أمام منصة القانون وهذه الإشارات إحالة لجميع الناس عندهم، إن الانضباط والنزاهة ستكون ماثلة في مواجهة الفساد وأنها ستكون منتصبة في مواجهة المحسوبية أو الواسطة، إنها حالة مشابهة تماماً لما كان عليه المجتمع الإسلامي لما كان القانون يسري في حكمه وتطبيقه بلا تمييز على الجميع أنه السلوك المستمد من هادي البشرية صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" عندما رفض صلى الله عليه وسلم واسطة أسامة بن زيد في المخزومية التي سرقت فقال لأسامة بن زيد: أتشفع في حد من حدود الله ثم أكمل قائلاً: "إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد"؟ لا أدري لماذا تذكرت هذه الواقعة النبوية الرائدة التي تركناها نحن المسلمون فهلكنا وأخذوها عنا فاعتزوا وسادوا!! تذكرت كل ذلك وأنا أرى صورة الرئيس السابق ساركوزي وهو يقاد مخفوراً وذليلاً بين شكيمين وتساءلت في نفسي لو قررنا من فورنا أن نفعل مثلهم وأن نقتاد الذين تلوثت أيديهم بالفساد فكيف سنقوم بنقلهم إلى المحاكمة؟ الحقيقة أنني ضحكت في سري وأنا أتخيل هذه المثالية لو صارت واقعاً، وقد تسألني عزيزي القارئ ما الذي أضحكني؟ سأقول لك إنني ضحكت لأنني تخيلت القطار الذي يسير إلى المحكمة حاملاً في عرباته أفواج المرتشين والحرامية وسارقي المال العام والمطففين وآكلي حقوق الآخرين. لكن ضحكي زال وانمحى لأنني أدركت لاحقاً أننا حين لا نحاكم الفاسدين فليس عجزاً عندنا، وإنما لعدم توفر وجاهزية القطارات في المملكة حتى الآن. الحمد لله.. لقد هانت وقربت ساعة إدانتكم أيها الفسّدة وإشهار ذلك أمام الجميع لكي يرتدع كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات حقوق الناس. يا ويلكم.. إنها مجرد سنوات بسيطة جداً ونتفرج عليكم ونقذفكم بالطماطم الفاسد عبر نوافذ القطار الذي ينقلكم إلى منصة العدالة.