40عاما مرت على إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع التي تأسست في بداية عهد الملك خالد بن عبدالعزيز ــ يرحمه الله ــ وتحديدا في 16 رمضان 1395هـ الموافق 21 سبتمبر 1975م. وقد أسند لها مهام إنشاء وإدارة وتطوير مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، حيث أصبح لهذه الهيئة فيما بعد دور ريادي وقيادي في تجهيز البنية التحتية. وأوضح رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، أن هدف الهيئة في الماضي كان الاستفادة من الغاز، بحيث يوجه نحو الصناعة بدلا من حرقه، لهذا السبب نجحت المملكة في الصناعات الأساسية التي أصبحت الآن موردا للصناعات الثانوية والتحويلية والتي لها قيمة مضافة عالية، والدولة ممثلة في الهيئة الملكية، ووزارة البترول والثروة المعدنية، ووزارة التجارة والصناعة وغيرها من القطاعات الفاعلة بدأت تعيد استراتيجيتها وتشجع على قيام مثل تلك الصناعات، بل إن الدولة بمختلف أجهزتها أصبحت تشترط على المستثمرين تصنيع منتجات ثانوية وصولا إلى مرحلة التصدير، وتوجد الآن قطاعات جديدة تدعم هذا التوجه، كالبرنامج الوطني للتجمعات الصناعية السعودية. وأضاف: أن فكرة الهيئة منذ نشأتها تتمثل في عدم الاعتماد الكلي على النفط كمدخول وحيد للبلد، وأسندت للهيئة خطة التجهـيزات الأساسية ثم توسع دورها ليشمل تشغيل وتجهيز وصيانة مدينتي الجبيل وينبع، وأضيفت لهما مدينة راس الخير التي بفضل من الله، ثم بالدعم السخي من حكومتنا الرشيدة نجحت نجاحا فاق التوقعات وأصبحت نافذة أمل لنقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، وجذب الفرص الاستثمارية المهمة لنهضة صناعية للبلاد. و أجرت الهيئة الملكية دراسة حول التوسع الأفقي من خلال إنشاء مدن جديدة على غرار الجبيل وينبع الصناعيتين وأهمية هذا التوجه، واتضح من خلالها أن التوسع يأتي عبر توفير التجهيزات الأساسية والتركيز على التجمعات الصناعية للمشاريع المرتبطة بالصناعات البتروكيماوية، إضافة إلى الصناعات التعدينية وغيرها من المشاريع المتخصصة، وأن من نتائج الدراسة أن بادرت الهيئة في دعم الصناعات الأخرى للوصول إلى المنتج النهائي، وقد بادر عدد من قطاعات الدولة في وضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ، فمن أسرار نجاح الهيئة الملكية تكاملها مع الأجهزة الحكومية كافة والعمل مع الجميع كفريق واحد، وما يميز الهيئة أن مجلس إدارتها مشكل من أعضاء يمثلون عددا من القطاعات الحكومية؛ وذلك مهم لأي هيئة تتولى مهام تشترك فيها الإدارات الفعالة في الدولة. ويجب ألا ننسى أن الهيئة الملكية حظيت في بداياتها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ــ يرحمه الله ــ الذي كان له دور كبير في أن تسير الهيئة على الطريق الصحيح، وتحقق الأهداف المخطط لها.