تواصل الميليشيات الحوثية ممارسة سياساتها الإرهابية الانتقامية تجاه أبناء المحافظات الرافضة لمطامعها التوسعية والتمددية في مناطقهم، من خلال الاعتداء على كل ما يقف أمامها، أو يشكل رمزية لأبناء تلك المناطق التي استعصت عليها، وتشمل تلك الإجراءات تفجير منازل المعارضين وتشريد أسرهم، إضافة إلى تدمير حتى المساجد التي يتحدث خطباؤها بالحق.وفي محافظة لحج الجنوبية عمدت ميليشيات الحوثي وصالح إلى تفجير العشرات من المنازل والمباني الخاصة بشباب الثورة الشعبية، أو أولئك المنخرطين في إطار العمل العسكري ضدها. وأقدمت الميليشيات الإرهابية على تشريد عشرات العائلات التي وجدت نفسها بدون أي مأوى. كما لم تسلم بيوت الله والمساجد من تلك السياسة القائمة على التدمير والخراب، بعد أن قامت الميليشيات بتفجير مسجد "الخطيب" في حوطة لحج. ويقول السكان المحليون إن غالبية عائلات وأقارب شباب المقاومة تركوا منازلهم وهربوا منها، خشية الملاحقة والاعتقال والتصفية من قبل الميليشيات. ويؤكد الأهالي أن هنالك من تم اعتقالهم. وأن الحوثيين يعمدون إلى نهب ممتلكات منازل أقارب المقاومة والاستيلاء على ما فيها من أموال ومقتنيات ذهبية وثمينة، قبل أن يعملوا على تفجيرها وتحويلها إلى ركام. مشيرين إلى أن الميليشيات قامت بتفجير أكثر من 30 منزلا لأقارب شباب المقاومة. وهذه ليست المرة الأولى من نوعها، فقد فجرت الجماعة منازل عدد من ناشطي المقاومة في مديريات المعلا والتواهي بعدن، بعد أن سيطروا عليها لفترات موقتة. وتعرف جماعة الحوثي بأنها تنتهج أسلوب تفجير منازل خصومها من أجل بث الخوف والرعب في نفوس بقية خصومها ومعارضيها. وأشار ناشط حقوقي في عدن، رفض الكشف عن هويته لدواع أمنية، إلى أن الميليشيات وفي الوقت الذي تحاصر المدينة وتمنع إدخال أي من المساعدات الغذائية والطبية، فإنها تعمل أيضا على منع النساء والأطفال من مغادرتها، فيما يتم الزج بعدد كبير من الرجال في زنازين الاعتقال الجماعية الواقعة في قاعدة العند الجوية العسكرية. وأكد النشاط الحقوقي أن بعض الذين تمكنوا من الفرار من القاعدة تحدثوا عن وجود مئات السجناء الذين يتعرضون لعمليات تعذيب قاسية من قبل الحوثيين، من بينها الضرب الجسدي، والحرمان من النوم والطعام والشراب لأيام عدة، إضافة إلى عدم تقديم العلاج لهم.كما تحدث بعض الهاربين عن مشاهدتهم عناصر إيرانية تشارك في استخلاص المعلومات من الأسرى من خلال اتباع أساليب متقدمة في مجال التعذيب. وأن المعتقلين هنالك لا يتم التعامل معهم على أنهم أسرى حرب، مع أن غالبيتهم تم اعتقالهم من الشوارع، بل يتم التعامل معم بشكل بعيد كل البعد عن الإنسانية. وكانت جهات حقوقية في جنوب اليمن أكدت أن ليس لدى الميليشيات الحوثية كثير من أسرى المقاومة، وأن غالبية الأسرى هم من المدنيين، والسبب في ذلك يعود إلى أن الميليشيات تعمد على تنفيذ عمليات إعدام في الحال للأسرى الذين يقعون في أيديها، بحجة أنهم دواعش وتكفيريون. هذا وكانت مصادر أهلية أكدت أن كثيرا من العائلات التي هربت عقب قيام الميليشيات باقتحام أجزاء من المدينة، تحاول العودة من أجل أخذ ممتلكاتها وأموالها ومقتنياتها الثمينة التي تركتها لحظة الهرب، إلا أن الميليشيات ترفض السماح لأي شخص بالدخول أو الخروج من المدينة.