يستقطب سوق الغذاء في شهر رمضان 30 % من احتياجات العام كله وتبرز سلوكيات استهلاكية خاطئة للمستهلكين ويدل ذلك على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المرفهة التي يشهدها المواطنون فزيارة واحدة لأحد المحلات التجارية الكبيرة أو أحد الأسواق ستشاهد حجم الإقبال الكبير على التسوق في جميع أيام هذا الشهر الفضيل وشراء كل ما لذ وطاب من أصناف المأكولات والمشروبات.. مع إدراك الكثيرين بأن جل هذه المصروفات اليومية سيذهب نصفها في سلة المهملات حيث يكتفي أفراد الأسرة بالقليل منها أثناء وجبتي الإفطار والسحور فيما يهدر الباقي وهو نوع من التبذير. وفي جولة لـ «المدينة» كانت هذه الآراء والتي كان أبرزها روشتة الخبير الاقتصادي فاروق الخطيب، يقول المستهلك علي الصاعدي: إنه يتسوق حسب حاجته دون إسراف، وأن العروض الترويجية لا تؤثر في مشترياته، ويحرص على عدم الإسراف والتبذير، ولا ينكر أن أسرته تسوقت لرمضان واشترت معظم حاجيات الشهر الكريم وبكميات تفي لنصف الشهر، بخلاف عبدالرحمن الهاجري الذي اكتفى بشراء الضروريات الأساسية من عدد من المحلات بما في ذلك محلات السوبر ماركت الكبيرة التي تقدم عروضًا وتخفيضات ويستغرب من الإقبال الكبير لدى بعض المستهلكين الذين يتهافتون على هذه المحلات للشراء وبكميات كبيرة فتجدهم يتسابقون ويتزاحمون على الشراء بشكل ملفت، ولا يهمهم ارتفاع الأسعار بقدر ما يهمهم الحصول على السلعة مع أن الأسواق تعج بجميع المنتجات الاستهلاكية ولا يوجد أي إشكال في هذا الجانب، وتقول أم خالد ربة بيت: كل ما يهمني هو الجودة، والنظافة، ونوع الخدمة المقدمة، بالإضافة إلى الأسعار الأقل عند المقارنة، ولا أفضل شراء كميات كبيرة حتى لا يتلف نصفها قبل الاستهلاك وهذا نوع من التبذير، ودليل على غياب الثقافة الاستهلاكية، أما بندر الغامدي فاعتبر الإقبال الشديد على الشراء من قبل الكثير من الأسر بمثابة عادة، عند قدوم شهر رمضان من كل عام أن أقوم بشراء كل احتياجات ومتطلبات البيت الرمضانية من مأكولات ومشروبات وبكميات قد لا تكون بالشكل الكبير عادة وإنما متنوعة وبعضها يكفي لأسبوع وبعضها لنصف شهر ناهيك عن المستلزمات اليومية الأخرى، ولا يعتبر في الأمر إسرافًا أو تبذيرًا لأن أسرته كما يقول تجهز وجبات الإفطار والسحور بكميات كبيرة يوميًا وتوزع منها على بعض الجيران من المستحقين، والمحتاجين. اعتبر فاروق الخطيب (خبير اقتصادي ومالي) أن هناك زيادة في الاستهلاك خلال شهر رمضان، مقارنة ببقية أشهر السنة، بسبب العروض الترويجية المغرية، والتي قد تدفع بالكثير إلى التسوق والشراء وأصبح المستهلك يشتري ما ليس بحاجة إليه، مما يجعلهم يساهمون ودون قصد في ارتفاع الأسعار كما أن هناك قضية مهمة وهي بطاقة البيان على المنتج، وكذلك تواريخ الانتهاء حيث إن الملاحظ أن كثيرًا من المستهلكين لا يعيرونها اهتمامًا ولا يركزون عليها، رغم أهميتها القصوى والتي تترتب عليها صحة وسلامة المستهلكين.. وهذا مؤشر لمدى غياب الوعي الاستهلاكي لدى معظم الأسر. وهنا بعض النصائح للأسر التي تعاني من التبذير في التسوق لرمضان، لعلها تفيد وتحول التسوق من «تبذيرٍ» إلى «ضرورةٍ» أولا أن يضع جدول طعامٍ لشهر رمضان، مقسم إلى أربعة أسابيع فيه قائمة الطعام لكل يوم، بحيث تعرف مسبقًا ما يلزمك ولا تضطر لشراء ما لا يلزم. - اختيار وقت التسوق: ينصح ألا يتسوق الصائم قبل الإفضار، لأن الشعور بالجوع يدفعه إلى شراء ما لا يلزم واستهلاك كمياتٍ أكبر، لذا فاجعل وقت التسوق بعد الإفطار. - اعتمد على التسوق اليومي أو يومٍ بعد يوم، حتى تتمكن من شراء ما يلزمك ليومين أو ثلاثة على الأكثر، ولا تعتمد على التسوق الاسبوعي للتخزين وتكديس الحاجيات. - لا تذهب إلى السوق إلا ومعك ورقة مُعدة مسبقًا مكتوبٌ عليها قائمة الطلبات، والتزم بها ولا تتسوق بشيءٍ خارج الورقة. - تابع العروض اليومية في الصحف والإعلانات، ففي شهر رمضان ستجد بعض العروض التشجيعية التي من شأنها أن توفر لك ما تُريد بسعرٍ أقل ولا تدفعك لشراء فوق حاجتك. - لا تجعل من التسوق طريقةً لمضيعة الوقت، اشغل نفسك بأمورٍ أخرى كالعبادات والنوافل، واجعل من دخول السوق في رمضان للضرورة فقط. المزيد من الصور :