انقضى «خليجي 22»، وانتهت معه تجربة سعودية سيئة على جميع الأصعدة والجهات، تجربة أعادتنا كثيراً للوراء وجعلتنا نقدم أنفسنا أمام الآخرين بهذا الكم من الخيبة والحسرة والإحباط. «خليجي 22» التي خسرنا فيها كل شيء، وفشلنا أثناءها في كل شيء، أصبحت تجبرنا على أن نفتح كل الملفات التي أربكتنا، وشتتنا، وجعلتنا قوماً لا يعرفون كيف يديرون أفراحهم، ولا يحسنون التعامل مع مناسباتهم، بل ولا يستطيعون التآلف مع التقدم والتفوق وبلوغ المجد الرياضي الذي لم نعد نعرف إلا اسمه. القطريون الذي جاؤوا للرياض لم يتركوا لنا شيئاً نستطيع أن نتغلب عليهم فيه أو حتى نجاريهم به، فهؤلاء القادمون من ساحل الدوحة التهمونا تنظيمياً، وإعلامياً، واجتماعياً، وفي النهاية «غسلونا» رياضياً وخطفوا كأس الدورة بلا أي عناء، فيا له من إحباط، ويا لها من حسرة التي خنقتنا وذبحتنا من الوريد للوريد. كل من شاهد «خليجي 22» يشعر بأن البطولة تقام على ضفاف كورنيش الدوحة وليس في قلب الرياض، فالكاميرات القطرية تنتشر في كل مكان، والاستديوهات المباشرة لا تتوقف عن البث، ومراكز الأخبار تعمل على مدار 24 ساعة، والجهاز الإعلامي القطري المحترف يدير كل شيء بهدوء تام وبلا «غباء»، ولذلك نجح القطريون وبقي «الخشبيون» يمارسون ويحاكون قدراتهم العقلية كالعادة. ليس ذلك فحسب، بل إن الرياض التي كانت تتصدر التجارب الخليجية والعربية والآسيوية في الإعلام والتنظيم والإنجاز والإدارة الرياضية، انقلب حالها بعد أن قدمت نموذجاً لا يليق بها ولا بشباب المملكة ولا بحجم المرحلة التي نزعم أننا قد وصلنا إليها، ولا أتحدث هنا عن مجرد خسارة بطولة، وإنما عن الفشل العام الذي لاحق البطولة منذ بدايتها وحتى نهايتها، والجمود الذي جعل من هذا التجمع الكبير مكاناً مملوءاً بالاختناق. اللجنة المنظمة للبطولة، والقنوات الرياضية السعودية، والاتحاد السعودي لكرة القدم 3 جهات يجب أن تُحاسب على الأصفار المتراكمة التي خرجنا بها من «خليجي 22»، ومن يريد أن يصلح هذا القطاع بكل مكوناته «التنظيمية، والإعلامية والكروية» عليه أن يحارب لنيل الصلاحيات كي ينفض الغبار الذي كتم صدورنا وجعلنا غير قادرين على أن نتنفس. وعلى المحبة نلتقي..