يلقي الشيخ محمد عبدالله العجلان دروسه المعتادة في رواق باب الملك عبدالعزيز على يمين الداخل، مستمرا على نهجه المعهود على مدى عقد من التدريس في شرح الكتب العلمية وإلقاء المواعظ المؤثرة والإجابة عن أسئلة الحجاج والمعتمرين. مسيرة الشيخ العلمية التي بدأت في بريدة مرورا بكلية الشريعة بالرياض أدت به إلى ترؤس السلك القضائي في إمارة الشارقة بعد مسيرة إدارية حافلة بالمعهد العلمي، وحين عاد إلى مكة المكرمة كقاض للتمييز بالمحكمة الكبرى لم يهنأ له المقام إلا بالمسجد الحرام، فطلب الإحالة إلى التقاعد للتفرغ للتدريس به عام 1422هـ ولا زال حتى الآن يجاور أخاه الأكبر عبدالرحمن العجلان على كرسي التوجيه والإرشاد. وفي درسه المعتاد كان العجلان يتحدث عن بوادر الأحداث التي سبقت «فتح مكة» من كتاب «روضة الأنوار في سيرة النبي المختار لصفي الدين المبارك فوري» وافتتح حديثه بوصية النبي صلى الله عليه وسلم في مطلع الشهر الفضيل، أن يكثر المؤمنون من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما: أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة ان لا إله إلا الله وتستغفرونه، والخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألونه الجنة وتعوذون به من النار. وقال العجلان إن رمضان شهر الخيرات والبركات والانتصارات، كما مر بأن وقعة بدر كانت في شهر رمضان، وفتح مكة كذلك كان في رمضان من السنة الثانية من الهجرة، مبينا سبب الفتح وأساسه يعود إلى صلح الحديبية الذي وقعه النبي صلى الله عليه وسلم مع المشركين، ودخلت بنو بكر في حلف قريش وخزاعة دخلت في حلف النبي وغدرت قريش وبنو بكر بخزاعة وقتلوا منهم مقتلة عظيمة فنقضوا العهد. وذكر الشيخ أنه بعد وقوع تلك الحادثة، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بما ستفعله قريش إزاء غدرتهم. قال: (كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العقد، ويزيد في المدة) وأضاف: أن أبا سفيان قدم إلى المدينة، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه، فقال: يا بنية، أرغبت بي عن هذا الفراش، أم رغبت به عني؟ قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت رجل مشرك نجس. فقال: والله لقد أصابك بعدي شر. وأوضح العجلان أن عمرو بن سالم الخزاعي قدم إلى المدينة ووقف على النبي صلى الله عليه وسلم يلقي أبياته الشهيرة: يا رب إني ناشد محمدا حلف أبيه وأبينا الأتلدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نصرت يا عمرو بن سالم»".