ينتظر عشاق كرة القدم بشغف لقاء الأرجنتين وهولندا في نصف نهائي مونديال البرازيل في الحادية عشرة مساء اليوم الأربعاء بتوقيت المملكة في ملعب آرينا كورينثيانز بساو باولو. وستشهد المباراة صراعًا مثيرًا بين المنتخبين لحصد تذكرة نهائي ماراكانا؛ حيث تسعى هولندا للتأهل للنهائي للمرة الثانية على التوالي، والرابعة في تاريخها بعد 1974 و1978 و2010، وفك نحسها بالتتويج بأول ألقابها المونديالية، في حين تأمل الأرجنتين في مواصلة مشوارها التاريخي بالمونديال بعد أن اجتازت أخيرًا نحس الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 24 عامًا. ويحظى الهولنديون بالأفضلية بخصوص عدد مرات الفوز، إلا أن "الطواحين" كانوا بوابة تتويج الأرجنتين باللقب المونديالي الأول في نهائي 1978. جمع القطبان -الأوروبي واللاتيني- ثماني مواجهات، وكان الفوز حليف المنتخب البرتقالي في أربع مرات، وحسم ثلاث لقاءات بالتعادل، بينما فاز الألبيسيليستي مرة وحيدة، لكنها تظل الأهم والأغلى. والتقى الطرفان أربع مرات في بطولات كأس العالم، انتصرت هولندا في اثنتين بنسخة 1974 في دور المجموعات برباعية نظيفة، و1998 بربع النهائي بهدفين نظيفين، وتعادلا في واحدة سلبيًّا بمونديال 2006، وفازت الأرجنتين مرة وحيدة لكنها الأغلى في نهائي 1978 بثلاثة أهداف لواحد، لتحرز أول ألقابها المونديالية الذي ضمت إليه لاحقًا لقب 1986، لكنها أيضًا حلت وصيفة في 1930 و1990. إلا أن مباراة اليوم ستكون الأولى بين المنتخبين في الكلاسيكو اللاتيني-الأوروبي المثير في الدور نصف النهائي. المباراة ستكون أيضًا حرب نجوم في كلا المنتخبين، وعلى رأسهم ليونيل ميسي، نجم هجوم برشلونة، واللاعب الأفضل في العالم لأربعة أعوام، الذي تعقد الجماهير الأرجنتينية الكثير من الآمال عليه، خاصة أنه أنهى صيامه عن التهديف في المونديال السابق بجنوب إفريقيا، ونجح في تسجيل أربعة أهداف حتى الآن في البرازيل، وصنع هدف الفوز على سويسرا في ثمن النهائي، وكان له دور في هدف الفوز على بلجيكا بربع النهائي، لكن لا يزال ميسي مطالبًا بتقديم الأفضل وقيادة "التانجو" للنهائي. كما تعول هولندا كثيرًا على آريين روبن نجم وسط بايرن ميونخ، والمتألق بشكل لافت للنظر في المونديال، حيث سجل ثلاثة أهداف إلى الآن، والذي يبدو أنه مصرٌّ على تكرار قيادة الفريق للنهائي، مثل النسخة الماضية، لكن مع تصحيح أخطائه بعدما أضاع أمام البطل السابق (إسبانيا) فرصة هدف لا يعوض، لتخسر "الطواحين" اللقب في النهاية. واستعادت الأرجنتين تألق مهاجمها الآخر، جونزالو إيجواين، لاعب نابولي، بعدما نجح في تسجيل أول أهدافه بالمونديال أمام بلجيكا في ربع النهائي، ليكون خير رفيق لميسي في الهجوم، رغم أن المباراة شهدت إصابة الجناح الطائر، أنخل دي ماريا، لاعب ريال مدريد، في الفخذ، ليغيب عن المباراة. كما ينتظر أن يدفع سابيلا بمهاجم مانشستر سيتي سرخيو أجويرو، في مباراة الغد، بعد تعافيه تمامًا من الإصابة بشد عضلي، والتي غاب على إثرها عن مواجهة دور الثمانية. أما هولندا المتميزة بقوة هجماتها المرتدة وسرعة لاعبيها، فتبدو المنافس الأجدر بإزاحة الأرجنتين، رغم فشلها في هز شباك كوستاريكا في ربع النهائي، واضطرارها للجوء لركلات الترجيح، واعتماد مدربها المحنك لويس فان جال، على الحرب النفسية بتبديل حارسه الأساسي ياسبر سيليسين ونزول المخضرم تيم كرول في اللحظات الأخيرة للتصدي لضربات الجزاء، لينجح في مخططه ويتصدى حارسه البديل لركلتي جزاء منحت فريقه بطاقة العبور للمربع الذهبي. وقال تيم كرول حارس نيوكاسل الإنجليزي إن مدربه خصص له وقتًا طويلا للتدرب ولدراسة طريقة تسديد لاعبي كوستاريكا لركلات الترجيح، لينجح في هزيمتهم نفسيًّا أثناء تسديدهم الكرات بالصراخ في وجوههم، والتأكيد على أنه سيتصدى لكراتهم، معترفًا في نفس الوقت بأنه بدأ في دراسة وتحليل أفضل مسددي ركلات الترجيح لمنتخب الأرجنتين. وإلى جانب تماسكه الدفاعي وامتلاكه حراس مرمى من الطراز الرفيع؛ يمتاز منتخبُ الطواحين بقوة هجومه المتمثل في روبن وفان بيرسي، صاحب الهدف الطائر في مرمى إسبانيا بدور المجموعات، والذي سجل ثلاثة أهداف، وويسلي شنايدر صاحب هدف التعادل الثمين أمام المكسيك بثمن النهائي.