×
محافظة المنطقة الشرقية

وفاة لاعب الاتحاد السابق على حسين البدري بحادث مروري

صورة الخبر

* كل ما يستند إليه هؤلاء القتلة هو من تراثنا الذي نرفض المساس به أو مراجعته، هذا التراث الذي وضعه أصحابه في زمن الاقتتال بين المسلمين فدخلت فيه العصبيات المذهبية. «أوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أنه إلحاقاً لما صدر بشأن قيام مجموعة من خوارج هذا العصر أرباب الفكر الضال بإطلاق النار عند منفذ الوديعة الحدودي والاعتداء على دورية أمنية فقد صرح المتحدث الأمني في وزارة الداخلية بأنه ومع توجه جموع الصائمين إلى صلاة الجمعة في اليوم السادس من شهر رمضان المبارك لعام 1435 للهجرة قدمت سيارة صالون جيب تحمل لوحات خليجية وعلى متنها ستة أشخاص وحال وصولهم للمنفذ باشروا إطلاق النار واستهداف دورية أمنية حيث استشهد قائد الدورية وتم الاستيلاء عليها من قبل شخصين من الجناة والتوجه بها إلى محافظة شرورة، وعلى الفور قام رجال الأمن بمطاردتهم والاشتباك مع من يستقل السيارة الأولى حيث قتل منهم ثلاثة وأصيب الرابع وألقي القبض عليه في حين استشهد رجلا أمن نسأل الله أن يتقبلهما، وفي الوقت ذاته اتجهت السيارة الأخرى التي تم الاستيلاء عليها ويستقلها اثنان من الجناة إلى مبنى الاستقبال التابع للمباحث العامة في محافظة شرورة إذ تمكنا من دخول المبنى بعد مقتل أحد رجال الأمن وقد جرى تطويق المبنى من قبل قوات الأمن ومباشرة إخلائه من الموجودين بداخله، وحصر المعتديين في الدور العلوي وإعطائهما الفرصة لتسليم نفسيهما، وفي ساعة مبكرة من صباح هذا اليوم السبت 7 / 9/ 1435 عمد الجانيان إلى تفجير نفسيهما مضيفين إلى جرائمهما بحق وطنهما وأهلهما جرائم بحق أنفسهما نعوذ بالله من سوء الخاتمة. وبذلك تكون النهاية المحتومة لهؤلاء وأمثالهم على أيدي حماة الوطن حيث قتل خمسة من الجناة وأصيب السادس وتم القبض عليه، وجميعهم من المطلوبين للجهات الأمنية في المملكة وموجودون خارجها، وسوف يتم الإعلان عن أسمائهم فور استكمال إجراءات التثبت من الهوية، في حين استشهد أربعة من رجال الأمن وهم صائمون وعلى ثغرة من ثغور الوطن، وهم: العريف/ فهد هزاع جريدي الدوسري، العريف/ محمد مبارك مبروك البريكي، العريف/ سعيد هادي محمد القحطاني، الجندي أول /سعيد بن علي حسين القحطاني. نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يتقبلهم في الشهداء، كما أصيب تسعة من رجال الأمن بإصابات متفاوتة غادر معظمهم المستشفى. وقد ضبط بحوزة عناصر الفئة الضالة «14» قنبلة يدوية، و«11» قنبلة مولوتوف، و«4» أسلحة رشاشة، و«26» مخزن طلقات للأسلحة الرشاشة، و«26» طلقة عيار «9» ملم، و«1549» طلقة للأسلحة الرشاشة». في بداية هذا المقال من الواجب علينا أن نتقدم بصادق المواساة إلى أهل هؤلاء الشهداء الأبطال، ونسأل الله أن يربط على قلوبهم ويلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتقبل الشهداء ويرفع منزلتهم في الجنة،وإنّا لله وإنّا إليه راجعون. لا مجال هنا للعبارات الفضفاضة، ولا مصداقية للكلمات المواربة، فدم هؤلاء الشهداء سيكون خصماً بين يدي الله لكل من راوغ وناور، وقال كلاماً ليس فيه فصلٌ ولا بيان، لكي لا يشير إلى أصل الداء ومنبت البلاء، وقد كتبتُ وكتب غيري طوال السنوات الماضية أن المعالجة الأمنية -رغم حتميتها ورغم نتائجها اللحظية الناجحة- ليست كافية ولا قريبة من الكفاية، وأن حربنا مع هؤلاء الإرهابيين هي حربٌ فكرية في المقام الأول، فهؤلاء القتلة لم يهبطوا علينا من كوكبٍ آخر، ولم تثمر بهم الأرض في ساعة غفلة، بل هم نتاج خطابنا الديني المتشدد، ونتاج ثقافتنا الإقصائية المنغلقة، ولذلك على من أراد أن يستأصل شأفة هذا الداء الخبيث أن يحدد أولاً أصل نشأته ومصادر تغذيته ومكامن قوته، لا أن يكتفي بإزالة قشرته، ثم يظن واهماً أنّه قد قضي عليه. ولا بد هنا من تقرير حقيقة مهمة، ألا وهي أن هناك جهات خارجية تدعم هؤلاء الإرهابيين وتدربهم وتمولهم، هذه الحقيقة تقودنا إلى الحقيقة التي نحاول الهرب منها، وهي أن وجود هذه الأعداد الكبيرة من الشباب الذي يحمل القابلية العالية للتحول للإرهاب بمجرد حصوله على الدعم والتدريب، دليلٌ واضح على أن الخلل في خطابنا الديني في السعودية، ولذلك يبدو من الوجاهة أن نطرح السؤال التالي: لماذا لا توجد هذه القابلية للإرهاب لدى شباب أي دولة مسلمة كما يوجد لدى شبابنا في السعودية؟؟ وبطبيعة الحال نستثني من ذلك باكستان وأفغانستان والصومال فهي ليست دولاً بالمعنى الحديث للدولة، كما أن لها ظروفاً موضوعية تختلف عن ظروف السعودية. والإجابة الحقيقية عن السؤال السابق تحتاج إلى التجرد والإخلاص، فهي من المسكوت عنه، الذي ظنّ بعضنا أن الزمن كفيلٌ بتولي أمره وتخليصنا من عناء البحث فيه ومراجعته، وهذا ما أثبتت الأيام خطأه وبعده عن موطن العقل والصواب، وسنحاول هنا أن نذكر ما يسمح به المقام ويتسع له صدر الصحيفة. القرآن الكريم هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والثابت من سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كل ما عدا ذلك هو جهد بشري يحتاج إلى البحث فيه ومراجعته وتنقيحه والتعامل معه بلغة العصر ومقتضيات الزمن، ومع الأسف فكل ما يستند إليه هؤلاء القتلة هو من تراثنا الذي نرفض المساس به أو مراجعته وتنقيحه، وباعدت بيننا وبينه مئات السنين هو الذي ما زال حاكماً فينا ونظنّ أن الدين لا يلتمس إلا منه، من هذا التراث ينهل هؤلاء القتلة، ومنه استقى البغدادي أمير داعش خطبته، هذه الخطبة التي سمعت مثلها مئات المرات على منابر مساجدنا في السعودية!! ولذلك فقد حان الوقت -بل ربما تأخرنا كثيراً- لنزع القداسة عن كتب التراث وعن علماء المسلمين السابقين، فهم بشرٌ مثلنا ومؤلفاتهم هي بنات أفكارهم وليست وحياً أنزله الله تعالى، فلا قداسة لعالمٍ أو لشيخٍ أو لكتابٍ سوى القرآن الكريم والثابت من سنة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، كما يجب على الجهات الرسمية أن تسمح للباحثين والمهتمين بمراجعة كتب التراث وتنقيتها وتنقيحها وتحرير مصطلحاتها، وأن توفر لهم الدعم المادي والمعنوي اللازم لذلك، لكي لا تتشابه مفردات بغدادي داعش مع مفردات عضو لجنة المناصحة في وزارة الداخلية الذي أفتى بعدم جواز السفر لبلاد الكفر ووجوب الهجرة منها ومصطلحات من قبيل دار الحرب ودار السلام وغيرهما، فهؤلاء الإرهابيون يستدلون ببعض ما ورد في كتب ابن تيمية رحمه الله وببعض ما ورد في رسائل محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وبعض رسائل أئمة الدعوة النجدية وببعض ما ورد في فتاوى هيئة كبار العلماء، وهذه الاستدلالات الخاطئة لهذه الفئة تسترعي مراجعة لهذه الكتب وغيرها من كتب التراث لبيان الحق وبيان خطأ هؤلاء القتلة في استدلالاتهم، ولفض الالتباس الحاصل بين مقصود هؤلاء العلماء والفهم القاصر لهؤلاء القتلة، ليهلك من هلك عن بينة.