تجد المعتمرين يتحلقون على مشربيات مياه زمزم وحافظاته، وكل منهم له قصة مع هذا الماء المبارك، الكل حريص على التضلع منه والإفطار عليه والإكثار من شربه وحمل ما يستطيع منه إلى بلده وتقديمه هدية لذويه وأصدقائه فهو خير هدية يجلبها من الأماكن المقدسة، فهناك من ينتظر هذا الماء المبارك للاستشفاء به. أحمد خليل معتمر مصري وجدناه يقف أمام احدى حافظات المياه في داخل المسجد الحرام وهو يشرب من ماء زمزم ويحمل في يديه زجاجة يقوم بتعبئتها، قدمنا له التهنئة بسلامة وصوله إلى هذا المكان المبارك وسألناه عن شعوره فقال جئت إلى هذا المكان لتأدية العمرة عن والدي المتوفى والذي لم يؤد العمرة ولا الحج، وذلك بعد تأديتها عن نفسي كما أنني كنت امني نفسي بشربة من هذا الماء المبارك، وكما ترى انني أحمله معي في تنقلاتي حيث لا اشرب سواه طالما انني في مكة المكرمة وساحمل معي جزءا منه لاهلي ولابناء عمومتي واقربائي فهو افضل هدية يمكن تقديمها، وهناك يسألوننا فور قدومنا من الاراضي المقدسة هل تحملون شيئا من ماء زمزم كما انهم يطالبوننا فور ذهابنا للعمرة باحضار شيء من ماء زمزم فوالدتي وزوجتي هما اول من اهديهما هذا الماء المبارك. أما المعتمر عبدالله صالحي من الاردن فهو من الحريصين على شرب ماء زمزم وحمله للفندق طيلة بقائه في مكة المكرمة، ويبحث عن الحافظات غير المبردة فهو يرغبه طبيعيا بدون تبريد، كما يقول الصالحي «لم اشرب منذ قدومي مكة المكرمة سوى ماء زمزم فكم كنت اتمنى أن اتذوقه وها انا اليوم ارتشف منه لأن هذا الماء مبارك وأشعر بلذة اثناء شربه ويغنيني حتى عن الاكل فلا اشعر بالجوع وهناك في بلدنا نقوم بتوزيعه هدايا على الاقرباء»، وقال كل من سعيد أحمد الفهد وعابد فهري من قطر إن أي معتمر وزائر للحرمين الشريفين يحرص كل الحرص على شرب هذا الماء المبارك فقصة هذا الماء وكيفية نبعه لا تخفى على مسلم وهذا الماء يحرص الجميع عليه ونحمد الله انه متوفر ويستطيع أي معتمر الحصول عليه بكل سهولة واخذ ما يحتاج منه معه، وهذه بركة هذا الماء الذي لا ينضب رغم كثرة الاعداد الهائلة من المعتمرين والزوار والحجاج سنويا الذين يفدون إلى هذا المكان ويشربون منه ويحملون منه لبلدانهم وذويهم.