حدثان مهمان، تزامنا في يوم واحد وفي وقت واحد. اليوم هو يوم الجمعة الماضي، الوقت هو وقت إقامة صلاة الجمعة.. الحدث الأول، العملية الإرهابية في منفذ الوديعة الحدودي. الحدث الثاني، ظهور ما يُسمى بخليفة المسلمين أبو بكر البغدادي. هل كان هناك تنسيق مسبق لهذين الحدثين؟! ربما، فليس هناك ما يمنع من التفكير في هذا الافتراض. وبعيداً عن هذه الفرضية، فإن المقلق أن يتسيّد الحدث الثاني ساحات النقاش في مواقع التواصل الاجتماعي، في حين يغيب الحدث الأول عن المشهد بغالبيته. وهذا الأمر يبعث على كثير من القلق. فحين يقتحم إرهابيون حدود بلدك، ويقتلون إخوانك، ويثيرون الرعب في قلوب الآمنين، تصير تتحدث عن ظهور مزعوم لخليفة الإسلام والمسلمين. صحيح أن حديثك عن هذا الخليفة له مبرراته، على اعتبار الأحداث في سوريا والعراق، ولكن أين الحديث عن الذين يُقتلون وقت إقامة صلاة الجمعة الأولى من رمضان؟! ألا يستحقون نفس الاهتمام؟! أليس قتلهم هو قتلاً لمساحة الأمن في بلدك ولسلامة العيش على أرضك؟! لقد أشرت في مقالي المعنون «سنخرج من الحرب»، المنشور قبل عملية الوديعة، بأننا جزء من كل تلك الصراعات التي تحيط بنا، وبأننا قدَّمنا ولا نزال نقدِّم تضحيات بسبب وقوع فئة من أبنائنا في مصائد الفكر الإرهابي، التي صنعها المتاجرون بالدين. اليوم، يجب أن نتحدث جميعاً بإيجابية عن هذه التضحيات، وأن نكون معاً منافذ حدودية ضد الإرهاب والإرهابيين.