رمضان موسم يرجع فيه الناس إلى ربهم راجين عفوه ورضوانه، يقبلون على أفعال الخير والبر، نهاراته صيام ولياليه عبادة وسعي في الحياة، وقد باتت لياليه موسما للكثير من النشاط التجاري والفني، يستعد له المنتجون قبل أشهر بأعمال لا تعرض إلا فيه. ويشكو بعض المثقفين من تكاسل المشرفين على الأندية الأدبية والمراكز الثقافية في ليالي هذا الشهر، إذ تقل الأمسيات وتتراجع المناسبات الثقافية القادرة على ملء أوقات الباحثين عن ما يشبع رغباتهم في المجالات الفكرية والثقافية. ولعل فكرة تنظيم معارض محلية للكتاب في المدن والمناطق المختلفة تكون بديلا مناسبا يملأ الفراغ الذي يشكو منه المهتمون بالحياة الثقافية. وهذه المعارض يمكن تنظيمها بالتعاون بين الغرف التجارية والناشرين المحليين وأصحاب المكتبات ويكون هدفها إيجاد نشاط يتناسب مع الأجواء الروحانية التي تغلب على ليالي رمضان بكل ما فيها من سمر وسهر يشغله الكثيرون بالتجوال في الأسواق. إن فكرة معارض الكتب المحلية تجمع بين النشاط التجاري والثقافي ويمكنها أن تخلق عادة القراءة عند الشباب في هذه الليالي التي يقضون فيها الكثير من الوقت. فهل تتبنى الغرف التجارية الفكرة وتدعو الناشرين وأصحاب المكتبات الكبرى للتخطيط لهذا المشروع الثقافي التجاري ليكون نشاطا سنويا يسد الفراغ من تراجع النشاط النثقافي.