×
محافظة المنطقة الشرقية

البرازيليون سيرتدون «قناع نيمار» بمباراة ألمانيا

صورة الخبر

الجزيرة - محمد السنيد: قال نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المشرف على مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري بأن منطقة جدة التاريخية قيمة استثنائية عالمية تظهر من خلال عدة عناصر، فبالإضافة إلى القيمة المتمثلة في عمارة جدة ومبانيها التي تُحدد هوية معمارية خاصة بحوض البحر الأحمر، كانت جدة المعبر الرئيس لملايين الحجيج عبر العصور إلى مكة المكرمة، منذ بداية التاريخ الإسلامي حتى الوقت الحاضر، ويكفي أن نعلم أن طرق الحج البرية توقف استخدامها لفترات طويلة في التاريخ الإسلامي لظروف سياسية واقتصادية، وكانت جدة هي الملاذ للحجاج للوصول إلى بيت الله الحرام، وهذا النشاط المتواصل له آثار ملموسة اليوم في الموقع، تتمثل في الأربطة والمساجد ومسار الحج الممتد من الميناء إلى باب مكة، والأسواق والتركيبة السكانية لجدة التاريخية، وتراثها غير المادي، وهي بمثابة مرآة لثقافات وشعوب العالم الإسلامي. هذه العناصر مجتمعة تشكل القيمة الاستثنائية العالمية التي بموجبها تم تسجيل جدة التاريخية في قائمة التراث العالمي. وأضاف الدكتور الغبان بأن المباني التاريخية الموجودة في المنطقة التي تم تسجيلها تقف بحالة جيدة ويتم الحفاظ والترميم لأكثر من 350 منزل الموجودة داخل منطقة التسجيل، وأكثر من 250 في منطقة الحماية المحيطة بمنطقة التسجيل بجدة التاريخية. كما أن النشاط الاقتصادي في الموقع مرتبط بالحج والحجاج ولا يزال مزدهرا وفي ازدياد، وبالإضافة إلى ذلك تقوم الدولة والجمعيات المحلية بتفعيل التراث غير المادي لجدة التاريخية من خلال مهرجان جدة التاريخية والنشاطات الحرفية المتزايدة في الموقع، كما أن التجارة المرتبطة بالبخور والتوابل والأقمشة والحرير والهدايا التذكارية التي ينقلها معهم الحجاج من جدة التاريخية لا تزال قائمة في الموقع، وكلها مكونات تشكل عناصر للأصالة، وهو بند مهم جدا يُبرر تسجيل الموقع في قائمة التراث العالمي. ونوه نائب رئيس الهيئة إلى أن المنطقة التاريخية في جدة تتميز بكثافة المباني التاريخية فيها، ومحافظتها على النسيج العمراني، وهناك أيضا تطبيقات صارمة من أمانة جدة لسياسات الحماية والمحافظة والترميم، وأي تدخل في هذه المباني يتم وفق الاشتراطات والمعايير الدولية للمحافظة على التراث العمراني، ولم يتعدل أو يتغير النسيج العمراني للموقع وهذا من ضمن عناصر التكامل. وأشار الدكتور الغبان إلى أن هناك مراقبة دقيقة لارتفاعات المباني في المنطقة التاريخية، وتم الانتهاء من إعداد اشتراطات للبناء ومخطط عام يتم بموجبها التعامل مع الموقع. مبيناً بأن كل هذه الشروط كانت مطلوبة ليتم التسجيل، واعترافا من اليونسكو ولجنة التراث العالمي بهذه الجهود التي تم بذلها وما تم توفيره من إمكانات مادية للمحافظة على الموقع، وقع القرار بتسجيل الموقع بإجماع الدول دون الحاجة إلى تصويت. وبين نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بأن المملكة قدمت ملف جدة التاريخية في عام 2011، وكان عليه ملاحظات تتعلق بجاهزية الموقع والحاجة إلى مزيد من الجهد والعمل، ولذلك قررت المملكة في ذلك التاريخ سحب الملف والعمل بجد خلال ثلاث سنوات من 2011 إلى 2014 وتم تقديم الملف للمرة الثانية، وتكلل بحمد الله بعملية التسجيل. وأكد بأن الجهود التي تم بذلها رفعت مستوى الحماية والأصالة في الموقع. كما أن المملكة قدمت معلومات إلحاقية قدمت لمركز التراث العالمي وفيها قائمة بالمشاريع الجاري تنفيذها في الموقع وتوضح أن الدولة المالكة شرعت في تنفيذ خطط التنمية الملتزم بها في الملف وقطعت شوطا كبيرا فيها، وهذا يُظهر عزم الدولة وجدية التزامها، ولذلك جميع الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي أيّدت عملية التسجيل. وعن الجهود التي بذلت لتسجيل جده التاريخية قال الغبان « إن قضية توثيق المباني التاريخية من الجهود المهمة، بحيث أن هناك أعمالا تجري الآن لتوثيق كامل المباني برفوعات معمارية ومساحية، وتفاصيل فنية للواجهات الخشبية، وأسندت هذه إلى شركات محلية ودولية متخصصة، وستوضع كل هذه البيانات في قاعدة بيانات رقمية يتم الاستفادة منها في تقرير إعادة الاستخدام لأي مبنى من المباني». وأضاف «كذلك أصدرت الدولة نظام الآثار الجديد المعدل وهذا يُعزز حماية الموقع لاحتوائه على مواد خاصة بحماية التراث العمراني والمدن التاريخية، وهذه جهود إضافية يستفيد منها موقع جدة التاريخية». وعن العمل في منطقة جدة التاريخية قال الدكتور الغبان «العمل يتم بهدوء وروية والاستعانة بكثير من الخبرات المحلية والدولية في أعمال الترميم، ولا شك أن مباني جدة التاريخية مباني ضخمة وبرجية عالية وتحتاج خبرات ومهارات خاصة في التعامل معها في أعمال الترميم، والمشاريع التي تم تنفيذها في الموقع أقنعت اليونسكو ولجنة التراث العالمي بمقدرة المملكة على التعامل مع موقع بهذا الحجم وهذا المستوى من التعقيدات الفنية والحضارية». وأشاد الغبان بالمتابعة المستمرة التي تحظى بها مشاريع جدة التاريخية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جده، ومعالي الدكتور هاني أبو راس أمين محافظة جده. وعن أهمية التسجيل قال نائب رئيس الهيئة «الواقع أن تسجيل جدة، أولا اعتراف بقيمتها التاريخية، وثانيا علاقتها بالحج كانت عاملا أساسيا جدا في عملية التسجيل، حيث تم تسجيل الموقع على ثلاثة معايير، الأول ارتباطها بالحج ومكة المكرمة، والمعيار الثاني كونها منطقة تلاقت فيها شعوب من جهات عدة، وكونت ثقافة مشتركة وتراث مشترك، ونكفي أن ننظر إلى التركيبة السكانية في جدة حتى نعرف هذه الحقيقية، إذاً هي منطقة تلاقي حضاري وتمازج بين عدة ثقافات، وهي في الواقع مرآة للشعوب الإسلامية. وأضاف «النقطة الثالثة تتعلق بالمعيار العمراني، كونها نمطا معماريا مميزا في منطقة حوض البحر الأحمر». واختتم الدكتور الغبان تصريحه بقوله بأن عملية التسجيل هي عملية بداية، وهناك جهود كبيرة يجب أن تُبذل للإبقاء على هذا الموقع بالمستوى المطلوب، وأيضا للإيفاء بالالتزامات والاشتراطات التي قدمتها الدولة في ملف التسجيل، وهناك متابعة حثيثة تتم من مركز التراث العالمي لكل ما يتم ويجري في الموقع، والهيئة تعمل في هذا بالتعاون والشراكة مع أمانة محافظة جدة، وأيضا إمارة المنطقة، حيث يرأس أمير منطقة مكة المكرمة لجنة عليا لإدارة الموقع وما يتم فيه، وهذا التنظيم الإداري هو عملية أساسية في عملية المحافظة على الموقع، مؤكداً على أهمية تطوير نشاطات في الموقع تستقطب الناس وتجذب الزوّار، ويكون فعلا ذو قيمة اقتصادية، كون عملية التسجيل تساعد في رفع القيمة الاقتصادية للموقع، وينبغي أن تكون هناك نشاطات متجددة ومستمرة طوال العام، بحيث تُصبح جدة التاريخية قلبا نابضا في مدينة جدة.