الثعلبة أو تساقط الشعر ليست حالة شائعة بين البالغين فحسب، بل إنه يصيب الأطفال الصغار أيضاً. وأيا تكن نتيجة التساقط من شعر خفيف، أو بقع صلعاء على فروة الرأس فإنه بلا شك يدعو للقلق. ولكن ما يبعث على الاطمئنان أن معظم حالات تساقط الشعر لدى الأطفال يمكن علاجها بنجاح إذا ما تم تشخيصها بالشكل الصحيح من قبل الطبيب. الأسباب الطبية لتساقط الشعر لدى الأطفال يرجع السبب في تساقط الشعر عند الأطفال فوق عمر السنتين إلى إحدى الحالات التي سنذكرها. وعادة ما يتعرف طبيب الجلدية على السبب المؤدي لتساقط الشعر ويقوم بوصف العلاج المناسب. -سعفة الرأس Tinea capitis: هي عدوى جلدية فطرية تصيب الأطفال غالباً، واسمها الشائع بالإنجليزية ringworm. وتتميز بفراغات في الشعر حيث تأخذ شكل بقع مستديرة أو بيضاوية خالية من الشعر وربما ينمو الشعر متناثراً على سطح الفروة فتبدو كنقاط سوداء. إذا اشتبه الطبيب بإصابة طفلك بهذه الحالة فإن الفحص الميكروسكوبي سيظهر صحة التشخيص. ويشمل العلاج الأدوية المضادة للفطريات مثل دواء griseofulvin الذي يتم تناوله عن طريق الفم ويوصف لمدة 8 أسابيع. ويمكن أن يستخدم الأطفال شامبو مضاد للفطريات مثل Selenium sulfide أو ketoconazole للحدّ من تفاقم الفطريات. ونظراً لكون سعفة الرأس الفطرية حالة معدية فعلى الطفل المصاب أن يتجنب الاشتراك مع الاخرين في الأغراض التي تلامس الرأس مثل القبعة وغطاء الوسادة ودبابيس الشعر وفرشاة الشعر. - داء الثعلبة Alopecia areata أو الصلع هو حالة غير معدية من فقدان الشعر. ومن المعتقد أنه من أمراض المناعة الذاتية حيث يقاوم الجهاز المناعي بصيلات الشعر في الجسم نفسه. ويمكن تمييزه حيث تظهر بقع صلعاء على نحو مفاجئ وتأخذ شكلا مستديرا أو بيضاوياً. وتبدو البقع ملساء وناعمة وخالية من القشور أو منابت الشعر. ويؤدي مرض الثعلبة عند 25% من الأطفال إلى تغيرات في الأظفار تتضمن حدوث تشققات طويلة وحفر صغيرة تنتشر على كل أجزاء الظفر. يشمل علاج الثعلبة عند الأطفال الصغار مراهم وكريمات الكورتيزون، وتستخدم موضعياً على البقع الصلعاء. وبينما لا يوجد حل جذري للقضاء على الثعلبة نهائيا إلا أن الأدوية تساعد في الحدّ من المرض والسيطرة عليه. وفي حالات كثيرة يرجع الشعر للنمو في غضون سنة. ومع ذلك لا يمكن التنبؤ بنمو الشعر من جديد، كما أن الإصابة بالصلع مستقبلاً واردة بعد العلاج. ويمكن أن يتطور الصلع لدى 5% من الأطفال ليتساقط الشعر من كامل فروة الرأس ويوصف بأنه صلع كليّ. وفي بعض الحالات تتخطى الثعلبة فروة الرأس فتصيب جلد الجسم حيث يتساقط الشعر عن كامل أجزاء الجسم وتسمى هذه الحالة بالثعلبة الشاملة alopecia universalis. عند البالغين يمكن علاج الثعلبة بواسطة حقن الستيرويد في فروة الرأس لتحفيز نمو الشعر، بالإضافة إلى استخدام علاج Minoxidil (Rogaine) جنباً إلى جنب مع الستيرويدات الموضعية. ومن المضادات الفعالة مادة الأنثرالين Anthralin وتستخدم على شكل مرهم موضعي يُترك على الجلد لفترة قصيرة ثم يتم غسله. يبدأ الشعر بالنمو في غضون 8 إلى 12 أسبوع. - نتف الشعر القهري Trichotillomania: وهو فقدان الشعر نتيجة لما يقوم به الطفل من سلوك قهري بنتف او شد أو فرك الشعر. ويتميز بظهور فراغات في جلد الرأس يتخللها الشعر بأطوال مختلفة، ويلاحظ أن هذه الفراغات من الرأس تقع في الغالب في الجانب ذاته لليد التي يعتمد عليها الطفل. يتعرض الطفل لهذه الحالة من الوسواس القهري بسبب ما يواجهه في البيت من اضطرابات القلق والتوتر والضغوط النفسية مثل فقد الوالدين، أو قدوم مولود جديد، أو طلاق الوالدين أو الضغوط المدرسية. إذا لاحظتِ أن طفلك يقوم بنتف شعره فلا داعي لتأنيبه لأن ذلك لا يجدي نفعاً. ولكن التعامل مع الظروف المسببة لهذا السلوك يمكن أن تساعد الطفل في التغلب عليها. - وهناك حالة أخرى من تساقط الشعر في مقدمة الرأس traction alopecia وتحدث نتيجة لشدّ الشعر بقوة إلى الوراء عند تسريحه. ويتميز بالتهاب بصيلات الشعر في المناطق المتأثرة. - تساقط الشعر (المفاجئ) Telogen Effluvium: وهو تساقط الشعر نتيجة لظرف طارئ أو مفاجئ يؤثر في الدورة الطبيعية لنمو الشعر مثل الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم، أو التعرض للتخدير الكامل، أو وفاة أحد المقربين، أو الحوادث والإصابات البليغة، أو تناول بعض الأدوية. حيث يتوقف الشعر عن النمو قبل أوانه ويدخل في مرحلة، ثم يبدأ الشعر بالتساقط بغزارة بعد مدة تتراوح من 6 إلى 16 أسبوع مخلفاً صلع الرأس بشكل جزئي أو كامل. ولا توجد تحاليل خاصة تحديداً بتشخيص تساقط الشعر المفاجىء ولا علاج محدد له. وعلى كل حال يعود الشعر للنمو بعد زوال الحدث المسبب في غضون ستة أشهر إلى سنة. - نقص الغذاء: على الرغم من عدم شيوعه إلا أن تساقط الشعر يمكن أن يكون عرضاً لنقص بعض المواد الغذائية في الجسم، ومن ذلك: فيتامين H أو البيوتين وهو من مجموعة فيتامين ب والتي تساعد الجسم على تحويل الكربوهيدرات إلى الجلكوز لتزيد الجسم بالطاقة. الزنك من المعادن الأساسية ويدخل في جوانب واسعة من عمليات الأيض في الخلايا. يدعم الزنك النمو في مراحل الطفولة والبلوغ كما يعزز من صحة الحمل. - وفي بعض الحالات يمكن أن يكون تساقط الشعر مؤشراً لزيادة فيتامين أ. ومع الغذاء الصحي الغني بالعناصر الغذائية فإن معظم الأطفال لا يعانون من نقص المواد المغذية للشعر. وعلى كل حال إذا راودك الشك في ذلك فالأفضل استشارة الطبيب قبل إعطاء الطفل المكملات الغذائية. - مشاكل الغدد الصماء: يمكن أن يرجع السبب في تساقط الشعر لدى الأطفال إلى خمول الغدة الدرقية، حيث تفرز الغدة الدرقية كمية غير كافية من الهرمونات اللازمة لتنظيم عمليات الأيض. ويتم تشخيص المرض من خلال تحاليل الدم للكشف عن اضطرابات الغدة الدرقية وربما عمل أشعة للغدة الدرقية. ويشمل العلاج أدوية لتعويض النقص في الهرمونات ولكن وصفها يعتمد على عدد من العوامل ومنها: عمر الطفل، وصحته العامة، والتاريخ الطبي. درجة المرض. قدرة الطفل على تحمل ما يتم وصفه من الأدوية والعلاجات أو الإجراءات. التوقعات المحتملة لتطور المرض. رأي المريض وما يفضله. الأسباب غير الطبية لتساقط الشعر بينما تستدعي حالات كثيرة من تساقط الشعر إلى استشارة الطبيب إلا أن حالات أخرى تتحسن مع الوقت دون الحاجة لزيارة الطبيب، ومن ذلك: - تساقط شعر المولود: من الطبيعي أن يتساقط شعر المولود في الأشهر الأولى بعد الولادة حيث ينمو مكانه شعر دائم. - تساقط الشعر نتيجة الاحتكاك: عادة ما تظهر بقعة خالية من الشعر خلف الرأس عند الأطفال ما بين سن 3 و 6 أشهر، ويعود سببها إلى احتكاك الرأس بالفراش. وما إن يبدأ الطفل بالجلوس يعود الشعر للنمو مجدداً. - سوء العناية بالشعر: إن مشط الشعر بعنف أو شدّه وسحبه إلى الخلف يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر. ولكن الاعتناء بالشعر بالشكل الصحيح وتسريحه بلطف يساعد على عودة الشعر للنمو. وهكذا تختلف أسباب تساقط الشعر عند الأطفال. وينصح باستشارة الطبيب إذا راودك القلق حول كونها أسباباً طبية.