ما إن تطأ بقدميك ملقتى الحرف والصناعات اليدوية والذي يقام حاليًا في منطقة المدينة المنورة بسكة الحديد ويستمر حتى يوم 25 من الشهر الجاري، إلا ويلفت انتباه الزائر ذلك الحوض الخشبي التراثي المنحوت من الأعلى ومكون من قوس، وقطب، وصخور في جوانبه، وناقة معصوبة العينين تدور حول ذلك الحوض، إنها «معصرة السمسم» التقليدية، يقول العم عيسى علي، الذي يعمل في صناعة الزيت الطبيعي للسمسم منذ 30 عامًا: «أن عصر السمسم حرفة تراثية اشتهر بها أهل جازان منذ القدم، وهو اكتسب تلك المهنة من والده وأجداده»، مؤكدًا أن هذه الحرفة أغنته عن الوظيفة، وحول الأدوات التي يستخدمها لإنتاج وصناعة زيت السمسم فقد بيّن أن الأدوات التي تحتاجها تتمثل في الإبل، والعود الخشبي، والصخور، والحوض، والسمسم البلدي، منوهًا إلى أن السمسم البلدي يزرع في منطقة جازان. تحضير الزيت وحول كيفية تحضير زيت السمسم أوضح العم عيسى أننا نضع 25 كيلوجرامًا من السمسم البلدي داخل الحوض الخشبي، ثم يقوم الجمل معصوب العينين بالدوران حول الحوض بوجود عربة خشبية يوجد بها صخور مرتبطة مع الجمل لتضغط على العود وتساعد في طحن السمسم، ثم نضع قليلاً من الماء بمقدار لتر واحد وبذلك ينتج زيت السمسم، وعن كيفية معرفة زيت السمسم الطبيعي الأصلي أوضح العم عيسى أن زيت السمسم لا يتجمد مع أي برودة، منوهًا إلى أنه لو وضع في الثلاجة لا يتماسك مثل الزيوت الأخرى الصناعية، مؤكدًا أن تلك الحرفة لم تتأثر بوجود التقنيات والآليات الحديثة، وأضاف عيسى: «ما يميز زيت السمسم أنه يستخدم كغذاء ودواء، كما أن استخداماته في الغذاء تتمثل في الطبخ ووضعه على المقبلات والمأكولات»، وعن أسعار زيت السمسم قال عيسى: إن الأسعار متفاوتة، مشيرًَا إلى أن التر يصل سعره إلى 60 ريالاً، معربًا عن سعيه لتقديم دورات تدريبية للشباب لتعلم تلك الحرفة التقليدية المهمة.