القضاء هو الملاذ، بعد الله، الذي يلجأ اليه المظلوم لاسترداد حقه المسلوب والاقتصاص من الذي ظلمه. ولكن عندما يستخدم البعض القضاء للمماطلة، فهنا تزداد حرقة المظلوم لأنه يرى حقه أمامه كالسراب، كلما اقترب منه ابتعد عنه وصعب عليه الوصول إليه. مع الأسف إن البعض تعود على ظلم العباد وأكل أموالهم بالباطل دون خوف من الله سبحانه وتعالى، ومن دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب. والمؤسف أيضًا أن هؤلاء تعودوا على أن تقام دعاوى قضائية ضدهم، وأصبحت أروقة القضاء هي بمثابة منزلهم الثاني، لكثرة ترددهم المستمر عليها. وعندما يظلمون أحدًا أو يأكلون أمواله، ويهددهم المظلوم بإقامة دعوى قضائية ضدهم، تجدهم يردون عليه باستخفاف «تفضل وأقم دعواك وياليل ما أطولك»، لعلمهم من طول مدة التقاضي وتباعد مدد الجلسات، في كثير من الأحيان. ليس هذا فحسب، بل تجدهم يسامون من أكلوا ماله، في بعض الأحيان، بأن يرضخ لهم ويرضى بالتسوية بأقل من حقه، أو إقامة دعوى والانتظار لمدة طويلة لحين الحصول على ذلك الحق. ولا نختلف أن مرفق القضاء قد شهد نقله نوعية خلال الفترة السابقة، وكثير من القضاة يحاولون بقدر المستطاع أن لا تكون المدد بين الجلسات بعيده، لإنهاء النزاع في أقرب وقت، ولكن بسبب كثرة القضايا وقلة عدد القضاة ومعاونيهم، مقارنة بعدد القضايا المقامة، فإن هذا المعضلة الازلية، وإن كانت تحسنت كثيرًا إلاّ أنها لاتزال قائمة. وما نأمله هو أن يتم القضاء في القريب العاجل على هذه المعضلة. محامٍ - مستشار قانوني q.metawea@maklawfirm.net