لا يكاد يخلو بيت زوجي من المشاكل الزوجية والأسرية، وقد تكون تلك المشاكل ملح الحياة الزوجية كالملح في الطعام، ولكن من المؤكد أنه في حيال كثرة هذه المشاكل الزوجية سوف يتطوّر الأمر، ويكون هناك شرخ عظيم في حياة الزوجين، وقد تكون تلك الحياة مهدّدة بالانهيار بأيّ لحظة، فيقول بعض الأخصائيين في علم النفس: دقيقة واحدة من الضحك توفر 45 دقيقة من الاسترخاء - فكم نحن بحاجة إلى ذلك عند المشاكل الزوجية، فبعض الأزواج تجده مبتسماً دائماً في الشارع وفي الاستراحة مع الزملاء، وقد يكون كذلك في العمل، ولكن من المؤسف حقاً حينما تطأ قدماه المنزل تتحوّل تلك الابتسامة إلى تكشيرة عظيمة، ولا نعلم سبباً هل أنهى ما يملك من رصيد الابتسامات في الشارع؟. لماذا لا نتخذ من حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومعاملاته مع زوجاته مثالاً نقتدي به في جميع أمورنا مع أزواجنا ومع أولادنا. فلكي تحلو الحياة الزوجية بشكل جميل بين الزوجين، لا بد من وضع درس ديني يقرآن فيه القرآن، ففي ذلك تقارب للقلوب والأبدان، كما لا أنسى دور الهدية في ذلك بعد كل حين، فهي مفتاح القلوب فتنبئ عن المحبة، فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (تهادوا تحابوا)، وفي الختام لا تسمحوا للمشاكل الزوجية أن تغادر باب المنزل وابتعدوا عن إثارة تلك المشاكل بقدر المستطاع، فالحياة الزوجية أكبر من ذلك بكثير فهي تحمل معانٍ سامية، كما أنّ هذه الدنيا لا تسوى لحظة غضب واحدة بين الزوجين جمعهم القدر تحت سقف واحد، فالجميع مسافرون عن هذه الدنيا الزائلة، فيا أيها الزوجان استمرا على نهج الرسول لتحقيق السعادة الدائمة في دنياكم .. مع تمنياتي للجميع بالتوفيق.