عرفت عروس البحر الأحمر (جدة) منذ أكثر من 60 عاما بانطلاق الحركة التشكيلية السعودية مع بدايات أعمال الدكتور عبدالحليم رضوي (رحمه الله) ثم انتشرت مساحات التشكيل لتعم كثيرا من المناطق والمحافظات في المملكة، ولعل جمعيات الثقافة والفنون أسهمت بشكل كبير في الحراك التشكيلي السعودي، والمتأمل في الحركة التشكيلية السعودية حاليا يجد أن «جدة» مازالت في الصدارة، فقد تجاوزت عددا من المناطق والمحافظات بمسافات شاسعة سواء كان في مستوى العرض أو جودته أو حتى متاحفها المفتوحة الفريدة على مستوى الشرق الأوسط، واليوم ينطلق في جدة رابع مزاد علني رسمي عالمي في نادي الفروسية بتنظيم من أجنحة عربية ما يؤكد وصول ذلك الفكر الثقافي للعديد من فناني المنطقة، حيث تجاوزت مرحلة تقديم المعارض التقليدية إلى مزادات عالمية باجتهادات شخصية من أولئك الفنانين والفنانات بعيدا عن بروتكولات وزارة الثقافة والإعلام، الليلة سيكون موعد محبي ومتذوقي الفنون الجميلة مع لوحتين أصليتين عالميتين للفنانين بيكاسو وفان جوخ كأول بادرة تسهم في خلق تذوق فني وترتقي بالذائقة اللونية، نتمنى فعلا أن نشاهد معارض نموذجية ولوحات غير تقليدية بعد وصولنا إلى هذه المرحلة من النضج الفني والطرح التشكيلي.