الأرجنتين X بلجيكا تتواصل مساء اليوم السبت (الساعة 7 بتوقيت مكة المكرمة) منافسات كأس العالم المقامة حالياً في البرازيل بمواجهة مثيرة تجمع بين المنتخب الأرجنتيني ونظيره البلجيكي ضمن مباريات الدور ربع النهائي على أرضية ميدان استاد «ماني جارنشيا الوطني» الذي يتسع لقرابة السبعين ألف مشجع في مدينة برازيليا (التي تعد العاصمة الجديدة لجمهورية البرازيل والمقر الرئيسي لحكومتها الفيدرالية)، والمدينة الرابعة من حيث الكثافة السكانية. ويعد الملعب الوطني «ماني جارنشيا» ثاني أكبر ملاعب البرازيل وأحد أروع الاستادات في العالم الذي تم إعادة بنائه وتزويده بمدرجات جديدة وأرضية لعب منخفضة (لتكون رؤية الحضور واضحة)، بالإضافة لتميزه بتصميم يساعد في الحفاظ على البيئة من التلوث الناتج عن الانبعاثات الكربونية، ويعمل الاستاد بنظام التدوير.. بالإضافة لسهولة الوصول إليه عبر وسائل النقل العام، ومن أهم المباريات الدولية التي استضافها يبرز لنا المباراة الافتتاحية لكأس القارات 2013م. وهو مهيأ لأن يكون مسرحاً لأكبر العروض والاحتفالات الثقافية في الدولة. وستكون مباراة الأرجنتين وبلجيكا أحد أهم الأحداث الرياضية التي يستضيفها الاستاد مساء اليوم. يدخل منتخب التانغو للمواجهة بعد التغلب في الدور الماضي على المنتخب السويسري بفضل الهدف الوحيد الذي سجله أنخيل دي ماريا في الدقيقة (118) من الشوط الإضافي الثاني.. لينقذ بذلك مدربه وزملاءه من الدخول في معترك ركلات الحظ الترجيحية، وأجاب جناح ريال مدريد السريع عند سؤاله بعد المباراة عن رأيه حول وقوف الحظ بجوار منتخب بلاده قائلاً: «لكي تفوز تحتاج إلى الحظ.. والحظ وقف بجانب إسبانيا عند فوزها بكأس العالم 2010، ووقف هذه المرة معنا. يجب علينا استغلال ذلك والتقدم للأمام أكثر». ولم تتمكن الأرجنتين من فرض أسلوبها المعروف خلال المباراة رغم نجاحها في خلق أكثر من فرصة للتسجيل ورغم تفوقها في الاستحواذ على الكرة، إلا أن هوية التانغو لازالت تائهة في ظل الإشراف الفني من قبل المدرب سابيلا الذي خضع لضغط الإعلام واللاعبين عليه وبتغيير طريقة اللعب لتكون 4-3-3 مما أسهم في تحسن أداء المنتخب الأرجنتيني في بعض فترات المباريات الماضية. لكن المدرب سابيلا لازال يصر على تقييد لاعبي خط الهجوم بالعودة للوراء لتضييق المساحات والقيام بدورهم الدفاعي على أكمل وجه مما أضاع هوية المنتخب الذي يلعب بأسماء كبيرة في خط امقدمة مثل هيجواين ودي ماريا وميسي ولافيتزي، ووقف عاجزاً عن هز الشباك السويسرية لعدم توافق الأسماء التي تم الدفع بها مع الطريقة التي يصر سابيلا على تطبيقها على أرض الواقع باللعب بخطة 4-5-1 وسط مطالباته لميسي ودي ماريا ولافيتيزي بالعودة لخط الوسط. وفي هذا الشأن قال النجم الأرجنتيني الأسطوري دييغو أرماندو مارادونا لقناة «تيلي سور» الفنزولية: «المنتخب لا يستطيع تغيير إيقاعه خلال المباراة.. لا يوجد تحركات فعالة في الخط الأمامي، الطفل يشعر بوحدة قاتلة». في إشارة لتقييد تحركات ميسي وعدم الاستفادة من إمكانياته الكبيرة. وقد يفقد المنتخب الأرجنتيني فرصة التأهل للدور القادم في مواجهة اليوم أمام بلجيكا في حال مشاهدة لافيتزي وميسي ودي ماريا يواصلون رحلة الضياع في خط الوسط بهدف مساعدة زملائهم في الخطوط الخلفية. وما يحتاجه منتخب التانغو هو الثبات والتناغم في خط الوسط بصورة تساعد كل لاعب على القيام بدوره داخل المستطيل الأخضر مع منح ليونيل ميسي الحرية الكاملة بالتنقل في الخطوط الأمامية لتهديد مرمى الحارس البلجيكي «كورتوا»، وصناعة الفرص لزملائه بصورة تدعم حظوظ التانغو في الوصول لدور لأربعة، وأضاف مارادونا قائلاً: «أشعر بالمرارة والغضب أثناء مشاهدة مباريات منتخب الأرجنتين في كأس العالم الحالية، لدينا أسماء ومنتخب قوي مؤهل للعب بطريقة أفضل مما شاهدناه». في المقابل يدخل المنتخب البلجيكي للقاء بمعنويات عالية بعد إقصائه للمنتخب الأمريكي وتأهله للدور ربع النهائي بعد الفوز بنتيجة (2-0) بفضل هدفين كيفين دي بروين وزميله روميلو لوكاكو.. أيضاً في الوقت الإضافي من المباراة. ويتسلح المنتخب البلجيكي بعامل الحذر بقيادة مدربه مارك فيلموتس الذي يبالغ كثيراً في انكماش لاعبيه في الخطوط الخلفية، ورغم امتلاكه لأكثر من اسم مميز في خط المقدمة إلا أنه لازال مصراً على اللعب بطريقة 4-5-1 دون تفعيل الأدوار الهجومية على الأطراف لتشكيل خطورة أكبر على مرمى الخصوم، وشاهدنا توجيهات المدرب فيلموتس خلال اللقاءات الماضية لكل من ايدين هازارد وداريس ميرتينز بالعودة للوراء وعدم التقدم للأمام كثيراً مع الاحتفاظ بالموهوب ميراليس نجم نادي أيفرتون الانجليزي في مقاعد البدلاء مع زميله لوكاكو والدفع بهم كأوراق رابحة في شوط المباراة الثاني. ونجح المدرب فيلموتس حتى الآن في طريقته التي تتناسب مع مباريات «خروج المغلوب» إلا أنه في حل قبول هدف فإن أوراقه ستتبعثر بسهولة أمام الخصم، وقد يواجه صعوبة كبيرة في إعادة تنظيم صفوف فريقه في حال إجرائه لأية تبديلات، وذلك لأن طريقة اللعب ستتغير بصورة قد لا تناسب لاعبيه الذين سيندفعون للأمام بحثاً عن هدف تعديل.. وهو ما قد ينتج عنه قبول هدف ثان، وتعد طريقة فيلموتس المتحفظة دفاعياً سلاحا ذو حدين قد يمنح بلجيكا فرصة التأهل التاريخي للدور القادم أو الخروج من المونديال. الأرجنتين تستعيد أجويرو قبل المواجهة تمكن المهاجم الأرجنتيني الخطير سيرجيو أجويرو من إكمال برنامج تعافيه من الإصابة التي لحقت به خلال مباراة نيجيريا في دور المجموعات، وتفوق أجويرو على كل التكهنات التي طالت مشاركته فيما تبقى من منافسات المونديال حيث من المتوقع مشاهدته في مقاعد البدلاء للاعتماد عليه متى ما استدعت الحاجة لذلك، وكانت الصحف الأرجنتينية قد أكدت أن مهاجم مانشستر سيتي خضع لبرامج تعاف مكثفة، وقام بعمل شاق لاستعادة حالته الطبيعية التي تؤهله للعب ضد بلجيكا. من جانب آخر ذكرت صحيفة أوليه الأرجنتينية أن الطبيب المعالج لأجويرو في مانشستر سيتي سيصل لمعسكر التانغو لمعاينة حالة اللاعب ومساعدته على إكمال مهمته منع منتخب بلاده. زحف أرجنتيني لمؤازرة منتخب التانغو: أشارت التقارير الإخبارية أن قرابة 30 ألف مشجع أرجنتيني سيزحفون لمدينة برازيليا للوقوف بجوار منتخبهم ومؤازرته للعبور نحو الدور القادم، وأوضحت السفارة الأرجنتينية أن عدد الأرجنتينين الذين حضروا للبرازيل من أجل مساندة المنتخب في مبارياته ببطولة كأس العالم بلغ ما يقارب 90 ألف مشجع وسائح،وفي هذا الشأن قال وزير السياحة البرازيلي لويس أوتافيو نيفيز «نمنح اهتمامنا لكل الجماهير، ونحن مستعدون لاستقبال الجماهير الأرجنتينية». كما أوضحت التقارير أن المسؤوليين البرازيليين وفروا حوالي 3500 شرطي حول استاد المباراة بهدف الحفاظ على الأمن، بالإضافة لـ1400 شرطي على بعد 20 كم من الملعب لتأكيد الحفاظ على أمن الجميع. هازارد: الكفة متساوية.. وإيقاف ميسي سيمنحنا الأفضلية: تحدث صانع ألعاب المنتخب البلجيكي وأحد أفضل لاعبيه خلال المؤتمر الصحفي قبل المباراة عن المواجهة المرتقبة مساء اليوم قائلاً: «أعتقد أن المنتخبين يقدمان كرة قدم مميزة، ومن الصعب توقع نتيجة المباراة أو تصور الشكل العام لها فالكفة متساوية بين الطرفين»، وأضاف لاعب نادي تشيلسي الانجليزي: «لدينا مدافعون أقوياء قادرون على إيقاف خطورة ميسي وهيجواين، وسنسعى لتحقيق الفوز بكل تأكيد نظراً لأهمية المباراة بالنسبة لنا»، وعن ليونيل ميسي أضاف: «ميسي أفضل لاعب في العالم، ولديه القدرة على صنع الفارق لمنتخب الأرجنتين، ولكن لو نجحنا في إيقافه فإن الأفضلية ستكون لنا، ونحن لا نهاب مواجهة أحد». هولندا X كوستاريكا يواصل المنتخب البرتقالي مسيرته القوية في المونديال العالمي مساء اليوم السبت (الساعة 11 بتوقيت مكة المكرمة) عندما يلتقي منتخب كوستاريكا في الدور ربع النهائي في مواجهة أخرى «أوروبية لاتينية» على أرضية ميدان استاد «آرينا فونتي نوفا» الذي يتسع لأكثر من 51 ألف مشجع في مدينة سيلفادور عاصمة ولاية «باهيا», وثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعد كل من ساوباولو وريو دي جانيرو، وافتتح ملعب المباراة في يناير 1951م، حيث احتضن العديد من المباريات المهمة على مستوى البطولات المحلية والقارية والدولية، وفي شهر نوفمبر من عام 2007م تم هدمه وإعادة بنائه مع بقاء نفس سماته الرئيسية. كما تم إضافة غطاء معدني مبسط، ومطعم يطل على منظر شامل بديع ومتحف لكرة القدم، ليتحول الملعب القديم إلى إستاد ضخم يحتوي على مجمع كبير ومواقف سيارات ومتاجر للتسوق وفنادق للسكن ومسرح للترفيه ليصبح بذلك معلماً سياحياً في المدينة يرتاده السياح قبل جماهير كرة القدم. وستزحف الجماهير الهولندية والكوستاريكية لمؤازرة منتخبي بلادهما في مواجهة تاريخية تؤهل الفائز بنتيجتها للدور نصف النهائي من مسابقة كأس العالم. وقدم المنتخب الهولندي مستويات فنية مذهلة خلال البطولة نالت إعجاب النقاد والخبراء والصحفيين خاصة بعد تفوقه على نفسه في مباراة المكسيك الماضية وقهر الأجواء الحارة والتأخر في نتيجة المباراة بهدف اللاعب المكسيكي جيوفاني دوسانتوس بتسديدة مباغتة من خارج منطقة الجزاء خادعت الحارس الهولندي ياسبر سيليسين حارس مرمى نادي أياكس أمستردام لتسكن الكرة شباكه وسط ضياع خط الوسط للمنتخب الهولندي الذي تفاجأ بالخروج المبكر لمحور الارتكاز نايجل دي يونغ المحترف في صفوف ميلان الايطالي متأثراً بإصابته في الدقيقة التاسعة من عمر اللقاء مما بعثر أوراق المدرب الهولندي لويس فانخال. ورغم كل تلك الظروف تمكن فانخال ولاعبوه من قلب الموازين وتحويل الخسارة إلى فوز ثمين إثر تألق الجناح الهولندي أريين روبين لاعب نادي بايرن ميونخ الألماني الذي نجح بتحركاته وسرعته في خلخلة الدفاعات المكسيكية مكنت زميله فيسلي شنايدر من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 88، ومن ثم هدف الفوز في الدقيقية 90 بعد ركلة جزاء مشكوك في صحتها تسبب بها روبين ونفذها المهاجم هونتلار للتأهل هولندا لمواجهة كوستاريكا. وقال شنايدر: «لدينا الثقة وسنواصل العمل بجد، ولا نعلم كيف ومتى نخسر، حتى عنما نتأخر في النتيجة فإننا نعود لتحقيق الفوز». وعن مواجهة اليوم قال صانع ألعاب المنتخب الهولندي: «كوستاريكا منتخب جيد جداً وتأهل من مجموعة صعبة ضمت إيطاليا وإنجلترا واورجواي، لم يكن منتخباً مرشحاً للصعود ولكنه صعد وتخطى اليونان في دور الستة عشر، هم يشعرون بالسعادة الغامرة وسيكون من الصعب التغلب عليهم». في المقابل يدخل المنتخب الكوستاريكي مستلحاً بعامل الحذر الشديد من فقدان اتزانه الذي ظهر عليه خلال منافسات البطولة، ومن الأمور التي ترعب المدرب الكوستاريكي السيد «خورخي لويس بينتو افانادور» هي قدرة المنتخب الهولندي على قلب مجريات المباراة في أي وقت من أوقاتها، وظهر ذلك جلياً بعد تأخر هولندا أمام كل من إسبانيا وتشيلي والمكسيك حيث نجحت في تغيير النتيجة والخروج بانتصارات مذهلة. إلا أن المدرب المحنك يخطط للقضاء على المفجآت الهولندية بتطبيقه للأسلوب الذي اتبعه أمام أقوى المنتخبات الذي واجهها حتى الآن وهو الإعداد البدني والنفسي الجيد للاعبيه بالإضافة للتنظيم الدفاعي المحكم وكذلك الرغبة الكبيرة والجامحة في تحقيق الانتصار وعدم التوقف عند مرحلة دور الثمانية. وقال افانادور: «لم نترك شيئاً محضاً للصدفة، بل إننا قمنا بتحليل كل شيء، وحددنا من كان سيسدد ركلات الترجيح، كنا نعلم قبل المباراة من سيسدد أولا ثم ثانيا ثم ثالثا.. نملك هيكلاً ممتازاً، كل لاعب يعلم ماذا عليه أن يفعل وهذا مفيد لنا. لدينا هذا الشعور بالفخر والرغبة في مواصلة المشوار». قلق هولندي بسبب إصابة فان بيرسي: غادر روبين فان بيرسي تدريبات منتخب بلاده يوم الأربعاء الماضي بسبب شعوره بآلام في عضلة الفخذ حسب تقرير نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية فإن اللاعب شعر بانزعاجات عضلية في فخذه الأيسر، وغادر بعد أن أتم ساعة كاملة من التدريب دون أن يتم الإفصاح عن حالته، كما تطرقت الصحيفة للقلق الذي انتاب المدرب لويس فانخال حيث إنه يعول على فان بيرسي الكثير لتحقيق لقب كأس العالم. من جانب آخر منح المدرب فانخال راحة لفيسلي شنايدر وزميله روي فير لمدة يوم واحد نظير الإرهاق البدني الذي عانى منه اللاعبون على أن يعودا للاستعداد لمواجهة كوستاريكا. الحارس نافاس غاب عن التدريبات لإصابة الكتف: أجرى المنتخب الكوستاريكي تدريباته يوم الأربعاء الماضي دون مشاركة بطله الأول وحامي عرينه كيلور نافاس الذي اشتكى من آلام الكتف، كما غاب عن المران أيضا المدافع روي ميلر الذي لم يشارك زملاءه التدريبات بالكرة. وتبدو مشاركة الحارس نافاس ضد هولندا أمراً مؤكداً بنسبة 100% إلا أن نسبة مشاركة المدافع ميلر تبدو أقل. روبين: لدينا مدرب يعرف ماذا يريد.. وكوستاريكا منتخب قوي: امتدح الجناح الهولندي السريع أريين روبين مدربه لويس فانخال في تصريحاته لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم قائلاً: «لدينا مدرب مميز، ويعرف تماماً ماذ يريد.. يعرف كيف يدير المباريات وكيف يغير مجريات الأمور داخل الملعب»، وعن طريقة اللعب قال: «أعتقد أنها طريقة فعالة فقد سجلنا 12 هدفاً في أربع مباريات وهو أمر إيجابي للغاية». وعن الخصم القادم أضاف لاعب بايرن ميونخ الألماني: «أعتقد أنهم منتخب قوي جداً، يجب علينا مواصلة التركيز. كوستاريكا لديها فريق جيد جداً وأثبتوا ذلك جماعياً، يؤدون بصلابة كبيرة وأظهروا ذلك أمام إيطاليا وإنجلترا وأوروجواي».