تستعيد فعاليات مهرجان "رمضاننا كدا" المقامة حاليا في المنطقة التاريخية بجدة العادات الرمضانية في منطقة الحجاز في الأزمنة الماضية، حيث يجد إقبالا كبيرا من أهالي وزوار جدة. وتبدأ الفعاليات اليومية من الساعة العاشرة مساء بعد صلاة التراويح إلى الساعة الثانية صباحا، وتنظم في مسارين الأول مسار دائري من باب المدينة، مرورا بشارع أبوعنبة، ويمتد حتى بيت ذاكر ويعود من الطريق الموازي، والثاني يبدأ من برحة نصيف وحتى مركاز عمدة حارة اليمن والبحر وتستمر الفعاليات الى 19 رمضان. وتشهد الفعاليات التي تحاكي الحياة البسيطة، التي كان يعيشها الآباء والأجداد إقبالا كبيرا من أهالي المنطقة وزوارها، لا سيما بسطات البليلة والأكلات الشعبية القديمة التي تهافت عليها الزوار. العبق الحجازي التقت "المدينة" خلال جولة لها في المنطقة رجل الاعمال المصمم لؤي نسيم، الذي أكد أن فعاليات المهرجان المصبوغة بالطابع الحجازي أرجعت الذاكرة لحياة الآباء والأجداد، ونقلتها بدقة متقنة، لافتا إلى أن تنوع الفعاليات يعد سببا رئيسيا لجذب الزوار. وأشار إلى أن التنزه بين أزقة المنطقة التاريخية يعيد عبق التاريخ الحجازي، مقدما شكره للقائمين على المهرجان، مشيدا بمجهوداتهم التي أسعدت كل زوار المنطقة التاريخية. مذاق خاص أما المنشد محمد الحداد فذكر أن البلد له طابع ومذاق خاص في رمضان، حيث ترى فرحة الأهالي بزوار وأصوات الترحيب العاليه بهم وتنوع الأهازيج مثل الصهبه، قائلا: "نفضل مثل هذه الأماكن فهي تشجع المنشد على الإنشاد وعيش الأجواء الجميلة". زمن السبعينات وأشار عبدالكريم القرني أحد زوار المهرجان، من سكان العاصمة الرياض، إلى أنه تفاجأ بتنوع الفعاليات، مبديا إعجابه بالتجهيزات الموجودة في المنطقة التاريخية، قائلا: "أحس أني أعيش في زمن السبعينات الحجازية من الفوانيس والأكشاك المتنوعة والأهازيج والأكلات من الكبدة والبليلة والحلويات والزي الحجازي القديم غلب على أهالي المنطقة" . تواصل بين الأجيال فيما ذكر ثامر الجهني أحد الزوار أنه أتى بصحبة عائلته ليستمتعوا بالأجواء الرمضانية الحجازية، قائلا:"إنها فرصة كبيرة لاطلاع الأبناء على حياة الأجداد، التي كانوا يعيشونها بكل بساطة وزهد"، مضيفا أننا نفتقد لمثل هذه الفعاليات، مقترحا إقامتها في جميع المناطق التاريخية في المملكة حتى نؤرخ لتراثنا ونعرف به الأجيال الحالية. عرفان ووفاء وذكر العم يحيى العامودي أحد الملاك في المنطقة أنه مع مرور الوقت وتغير الزمن ومشاغل الحياة تركنا منازلنا وذهبنا للمخططات السكنية ونسينا المنطقة وأصبحت مسكنا للعمالة المخالفة، ملمحا إلى أنه كان يوجد تقصير من بعض الجهات تجاه المنطقة، مستدركا بقوله: "في الفترة الأخيرة تكاتفت الجهود من قبل الحهات المختصة، حيث تم إدخال المنطقة لليونسكو، وبدأت بعض العوائل في ترميم منازلها وزيارتها بشكل متواصل". دافع كبير أما الزائر الحارث القرشي، أشار إلى أن دخول المنطقة التاريخية ضمن التراث العالمي يعتبر دافعا كبيرا للجميع للاهتمام بالمنطقة العريقة تاريخيا، قائلا: "يعد إقامة المهرجانات المتتالية في المنطقة أمرا ايجابيا ويحث أهل المنطقة على الاهتمام بمنازلهم التي تركوها لفترة طويلة"، مقدما شكره لهيئة السياحة والآثار وأمانة جدة على الجهود المبذولة. المزيد من الصور :