أعادتنا مواجهة ألمانيا وفرنسا لذكريات أحد أشهر مباريات المونديال بين المنتخبين الأوروبيين عام 1982 حينما هزمت الماكينات الديوك بعد وقت إضافي انتهى شوطه الأول بتقدم فرنسا 3-1، قبل أن يتعادل الألمان في الثاني 3-3. وكان المنتخبان مطرّزين بالنجوم، ففي الجانب الفرنسي القائد تريزور وبلاتيني وتيغانا وأموروس وجريس، وفي الطرف الآخر رومينغيه وبرايتنر وبريجل وميني كالس وشوماخر والموهوب هانزي مولر وشتيليكه وماجات وكلاوس فيشر وليتبارسكي الذي وُلد في ذلك المونديال.. قمّة كروية لم تُنس ودروس في فنون كرة القدم في الروح والمثابرة وركلات الترجيح أيضًا. وفي مونديال 86 تكررت المواجهة بعد أن أقصت فرنسا برازيل زيكو وواجهت الألمان مرة أخرى وهي في قمّة مستوياتها، ولعبت خبرة لاعبي المانشافت دورها لمصلحة الماكينات ففي يوم انتظر فيه الجميع دفاعًا ألمانيًا مستميتًا فاجأهم قيصر الكرة الألمانية والمدرّب آنذاك فرانز بيكنباور بهجوم شرس أثمر عن هدف في أول 10 دقائق سجّله أندرياس بريمه، وظلت فرنسا تهاجم طوال الوقت إلى آخر المباراة، وبكرة من شوماخر إلى ماجات أرسلها لرودي فولر أنهت الحفل بالهدف الثاني وتأكيد العقدة في المباريات الرسمية، ففرنسا عادة ما تكسب الوديات أمام ألمانيا. واليوم مواجهة جديدة بمنتخب «فريش» للديوك.. أسماء مستجدة كلّها حيوية وسرعة أداء ابتداء من النجم الصاعد بوغبا والهداف الخطير كريم بنزيمة وماتيو فالبوينا وبلايز ماتويدي وتركيبة رائعة للمدرب ديشان، بالمقابل ألمانيا تتقدم ببطء كأدائها البطيء والمختلف عن مونديال 2010، مع ذلك هناك من يفضّل السير بهذه الطريقة فهي للأمام دائمًا.. قمّة كروية عالمية بين ألمانيا وفرنسا.. خليط من الرياضة والسياسة وتاريخ كبير بين الدولتين. البرازيل تواجه كولومبيا، ومهما كان أداء الكولومبيين رائع فإنّ السامبا أقدر على حسم المباراة، وبقاء المستضيف أمل عشاق كرة القدم ليس للاستضافة وإنما لأنّه موطن الفن الكروي الأصيل، وكما يوجد نيمار بالبرازيل فإنّ لكولومبيا خاميس رودريغيز هدّاف المونديال بـ5 أهداف. سبق للأسطورة العالمية بيليه أن رشّح كولومبيا سابقًا لإحراز اللقب وردّ مارادونا عليه بالقول لا يرشّح كولومبيا إلا البلهاء.. هي عبارة ليست مقبولة بين الأسطورتين، والآن وقد تطوّرت كولومبيا كثيرًا ولكن ما زلت أؤكد ليس بعد. وأرى أنّ فوز فرنسا سيشكّل معاناة كبيرة للبرازيل إن عبرت كولومبيا، وتأهُّل ألمانيا يمنح بلاد السامبا ضوءًا أخضر لبلوغ النهائي.