بقلم : عيسى الحليان نجحت وزارة التعليم العالي في اقتناص فرصة الابتعاث للخارج بمهارة فائقة واستثمار الفرصة التي منحها خادم الحرمين الشريفين لأبناء شعبه أيما استثمار من خلال عمل مؤسسي تقوم عليه أكثر من 31 ملحقية ثقافية تتابع أكثر من 130 ألف طالب وطالبة في كل التخصصات. الجميل في هذه التجربة أنها لم تحاك تجارب بعض الدول التي ركزت على بلدين أو ثلاثة، وإنما أقامت تنوعا تعليميا من خلال شبكة شملت 31 بلدا بلغت ذروتها في أمريكا بـ48771 طالبا وطالبة وأقلها في تونس بـ7 طلاب (إحصائية 1434). عندما بدأ البرنامج كان الطالب السعودي الذي يدرس على حسابه ينضم للبرنامج بعد شهور قليلة من التحاقه بأحد المعاهد، لكن في الفترة الأخيرة تغيرت قواعد اللعبة وأصبح لزاما عليه أن يكمل برنامج اللغة الإنجليزية على حسابه وينظر في مسألة ضمه للبعثة بعد دخوله في الجامعة، وربما كان ذلك لأسباب مالية وليست تنظيمية. الطلبة السعوديون الذين يدرسون على حسابهم يتجاوزون 17500 وهو ما يقارب 17% من إجمالي الطلبة المبتعثين على حساب الدولة. ميزانية البرنامج حوالى 7 مليارات ريال ويفترض أن تتوسع تباعا لأنه لا يوجد استثمار في البلاد أو إنفاق فعال يفوق استثمارنا في تعليم أبنائنا في مؤسسات تعليمية عريقة تحتضنها مجتمعات صناعية وبحثية متقدمة، وهو مبلغ ليس بالكثير إذا ما قيس بما يصرف على التعليم في الداخل والذي يتجاوز ربع تريليون ريال وهو ما يعني أننا نتحدث عن نسبة لا تزيد على 2.5% فقط. لو رفعنا هذه النسبة إلى 5% مثلا لتضاعف العدد وأعطينا فرصة أكبر لأبنائنا.. والملك حفظه الله لم يقصر في شيء. نقلا عن عكاظ