أعاد الحاج عبدالمحسن الحضري ذكرياته لأيام زمان في شهر رمضان المبارك قبل أكثرمن سبعين سنة تقريبا، حيثُ هاجت به الذكريات وتحسَّر على ذلك الزمان من حيث طيبة الناس واستقبالهم لشهر الله الكريم رمضان المُبارك وتقارب الناس وتواصلهم وتراحمهم وعطفهم على البعض. وعن بدايته مع الصوم، قال الحضري، بدأتُ الصيام وعُمري لم يتجاوز العاشرة، حيثُ كان الأهل يُدربونا على الصيام ويُشجِعونا ويُعلِمونا على الصيام ومافيه من فضل وأجر وثواب، وكان الكثير من أبناء الحي أيضا يقومون بالصيام وهذا يُعطي الجميع دُفعة معنوية وتشجيعا كون أقرانه وأترابه يقومون بالصيام، والبعض من الصغار يقوم بالصيام قبل العاشرة من عُمره. وأضاف أنه لم يكن في ذلك الوقت شيء يُلهي ويُبعد عن الصيام، حيثُ لم تكُن وسائل الإتصالات موجودة إلَّا ما ندر مثل التلفزيون وغيرها، وكُنَّا ننام مُبكِرا ونجلس مُبكِرا، حيثُ يقوم الأهل بإجلاسنا في منتصف الليل من أجل تناول وجبة السحور، ونُعاود النوم مرَّةً أخرى حتَّى دخول وقت صلاة الفجر والقيام لأداء الصلاة. وعن عملهم في ذلك الزمان، قال:»مُنذُ طفولتي وأنا أعمل مع الوالد والعم -رحمهما الله- في مجال الزراعة، فبعد أداء صلاة الفجر نذهب إلى النخل للقيام بالعمل فيه مثل السقي والتنبيت والتسحيت والعمارة والتبنية والخراف وكل مايتعلق بالفلاحة وكان الوقت في ذلك الوقت شديد الحرارة وصيفا مُلتهبا ورطوبة عالية، إلى درجة أنَّنا إذا شعرنا بالتعب والجوع والعطش نبحث عن الأرض الرطبة واللينة الباردة كي نفترشها وننام وترجع على أجسامنا بشيء من البرودة، والبعض الآخر يذهب إلى الجبال مثل جبل القارة أوجبل أبوحصيص ليرتاح هناك ويتقي شدة الحرارة والرطوبة كون هذه الأماكن معروفة ببرودتها». المزيد من الصور :