×
محافظة عسير

ولي العهد يعزي عائلة شهيد الواجب “الدوسري” وجموع غفيرة تؤدي الصلاة عليه

صورة الخبر

منذ أن كنت على مقاعد الدراسة "غير المريحة" أولا بحكم أنها خشبية وثانيا لأنها أصغر من أن تستوعب هذا الطفل السمين!..."ماعلينا"، أقول منذ تلك الأزمنة كانت مادة التعبير هي مادتي المفضلة، وكنت أستغرب من زميلي حين يحك رأسه وينظر إلى صفحتي ويقول "اهب عليك يالدب"؛ لأن صفحته بيضاء لا تسر المعلم وصفحتي امتلأت وفي انتظار إكمال صفحة أخرى، منذ ذلك الوقت التصقت بي متلازمة الكتابة، ولكنها ما لبثت أن خمدت بعد تقدمي في المراحل الدراسية ودخولي للقسم العلمي، فتزاحمت المعادلات الكيميائية مع "اللوغاريتمات" الرياضية مرورا بالقواعد الفيزيائية المقيتة، ثم أراد الله في يوم من الأيام أن أكتب استقالتي حين عملت موظفا في أحد أكبر البنوك السعودية، وفي ساعات تم تداول الاستقالة عبر الإيميل بطريقة عجيبة، فقد كانت استقالة مسببة تحوي بين السطور ما كان يكفي أن تكون حديث المهتمين لعدة أيام. مرت الأيام ودخلت الـ"فيس بوك" وبدأت أعود تدريجيا لهواية الكتابة بطريقتي الخاصة، التي يبدو أنها راقت للشاعرة "مرفت بخاري" فتشرفت بالكتابة في صحيفة مرايا الإلكترونية لأول مرة، ومازلت أذكر كيف كنت أتابع عدد الردود بشغف، حتى أراد الله بعدها بشهور أن ينضم لصفحتي الكاتب في صحيفة البلاد الأديب محمد أحمد العسيري، فاقترح علي مراسلة صحيفة البلاد، وفعلا أوصلني بالمسؤول ومدير التحرير الأستاذ ناصر الشهري، فبدأت الكتابة في صفحة القراء، وبعدها بفترة وجيزة ـ ولله الحمد ـ كان مقالي يتخذ الصفحة الأخيرة مقرا له، ومازلت أيضا أذكر المقال الأول في الصحيفة الورقية، ولعلها كانت المرة الأولى التي أبحث عن نسخة من صحيفة البلاد وأقتنيها، ثم شاء الله أن ألتقي الدكتور هاشم عبده هاشم، في إحدى المناسبات الإعلامية التي كانت تنظم من قبل أمير منطقة مكة المكرمة السابق ووزير التعليم الحالي الأمير خالد الفيصل، فطلبت منه إلقاء نظرة على مقالاتي، وأراد الله أن تنتقل زاويتي إلى صحيفة عكاظ، ويكون عنوان الزاوية منذ ذلك الحين وحتى اليوم "راصد بلا مراصد". واليوم.. وبعد هذا المشوار القصير الطويل، الصعب السهل، استقر بي الحال في صحيفة تحمل اسما يسكن قلبي فالوطن وصحيفة "الوطن" هاجسي اليوم، وأرغب به ومعه أن أرتقي، بعيدا عن العواطف، ولذا أجد نفسي مضطرا للحديث عن الرقيب، ولكن خوفا منه سأقول باختصار إنه يقسو علي أحيانا، ويقهرني أحايين أخرى، حين يجتز كلمة أو يغير عنوانا، لكن ما أقول إلا: "مقص الرقيب زي أكل الزبيب".