متابعات(ضوء):“للنساء فقط”، هو شعار رفعه شاطئ “مارينا بالم” لكسر قاعدة الشواطئ التي تستقبل العائلات والشباب دون أي تمييز، وذلك بتخصيص بضعة أيام لاستجمام السيدات، على شاكلة ما هو موجود بدبي وأبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة. توفر شاطئ يقتصر ولوجه على الجنس اللطيف لم يكن بالأمر الذي يتقبله العقل من أول وهلة، لولا الزيارة التي قادتنا إلى “معقل النساء” بشاطئ المارينا الذي تربع بلا منافس على عرش الشواطئ المخصصة للنساء، كيف لا وهو الشاطئ الوحيد من نوعه جزائريا ومغاربيا. بدأ مشروع مارينا بالم بفكرة راودت مؤسسها بعدما اطلع على شواطئ ونوادي السيدات بدبي، وتحديدا شاطئ جميرا المنصب على شكل شجرة نخيل، فارتأى زرع شجرة النخيل الجزائرية بالمنطقة السياحية لبرج البحري، في العاصمة بمساحة 180م ممتدة وسط البحر، وبعدة تفرعات تحوي بينها أحواضا للسباحة والاستجمام. ولا تتوقف تجهيزات الشاطئ الذي ينطبق عليه وصف النادي عند هذا الحد، باعتبار أنه يضم مساحات خضراء، مطعما، مسبحا، مساحة للألعاب، قاعة حفلات وعروض ترفيهية، ومراحيض، استغرق إنجازها 9 سنوات كاملة منذ 2001، ليوضع النادي تحت تصرف زبوناته بدءا من سنة 2010، حيث خصصت إدارته أيام الأحد والثلاثاء والخميس للنساء والأطفال، من الساعة العاشرة صباحا إلى السابعة مساء، وباقي أيام الأسبوع للعائلات، مقابل دفع مبلغ 1000 دج للزبونة الواحدة، و500 دج عن كل طفل. بعيدا عن عيون الرجال إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل الخصوصية هي أول ما تشعر به لدى وضع أقدامك بمارينا بالم، انطلاقا من جدران النادي التي عزلت الشاطئ عن العالم الخارجي وتطفل الجنس الآخر تحديدا، إلى أعوان الحراسة الذين يضمنون مدخل المارينا تباعا، وهدفهم ضمان دخول النساء والأطفال فقط. وتلك الحدود يتوقف عندها كذلك عمال المطعم والنظافة، زيادة على حرس الإنقاذ وأعوان حراسة الشاطئ، الذين تكفلوا بمراقبة محيطه من خلال أبراج متوسطة تبعد حوالي 20م عن المارينا. كما أن تموقع المطعم عند مدخل الشاطئ، أبقى النسوة المستمتعات بزرقة مياهه، في عزلة عن الطاقم العامل بمارينا بالم. مارينا مغلقة بعد ساعتين من فتح أبوابها! لم تتجاوز الساعة الحادية عشر صباحا لدى بلوغنا شاطئ مارينا بالم، ومع ذلك كان سجل المساحات المخصصة للاستجمام والسباحة ممتلئا بالحجوزات، بالرغم من احتواء المارينا على 4 أحواض سباحة و6 أماكن للاستلقاء مجهزة بكراسي ومظلات صيفية، إلا أن ذلك لم يوفر علينا عناء البحث عن مكان شاغر رفقة 3 شابات أبدين انزعاجهن من تكفلهن الالتفات يمينا شمالا، لاقتناص إحدى طاولات أو كراسي المارينا، “لم ندفع مبلغ 1000 دج للوقوف أو تجهيز أماكننا بأنفسنا”. لكن مشكلة افتكاك مكان بالمارينا لم تكن لتحجب سحرها الطبيعي المرتسم في شواطئها التي لم تقتصر وظيفتها على استقطاب محبي السباحة، بل تحتضن مختلف أنواع الأسماك، حيث يشرف مسيرو النادي على تربيتها محاكاة للطريقة التايلاندية. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل السباحة للجميع”، هو أول انطباع لمسناه في مارينا بالم، فالنسوة اللواتي لا تجدن السباحة تلجأن للشاطئ المنخفض والشواطئ الأكثر عمقا من نصيب المتمرسات في السباحة، كحل لتفادي حوادث الغرق وتدخل رجال الإنقاذ. ومن جهة أخرى، فالشاطئ المخصص للمبتدئات في السباحة يستقبل كذلك فئة الصغار الذين وجدوا في الألعاب المائية والعوامات المختلفة وسط الشاطئ فرصة لضبط بوصلة الزمن على توقيت اللهو واللعب بالمارينا. سيدات “في آي بي” 3 سنوات كاملة كانت كافية لينال مارينا بالم شهرة نافس بها شواطئ ونوادي الأغنياء كشاطئ النخيل ونادي الصنوبر، بل حتى مسابح خاصة أخرى بنفس الناحية. والدليل أنه يستقبل زبونات فوق العادة وسيدات المجتمع الراقي من إطارات في الوزارات، موظفات في سلك التعليم والطب، زوجات مسؤولين، عقيلات السفراء والقناصلة، دون نسيان أجنبيات من إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية خصوصا، بالإضافة إلى مغتربات جزائريات. فالمترددات على نادي مارينا يفضلن الحرية والابتعاد عن أنظار الرجال التي يطلقونها ذهابا إيابا في الشواطئ العامة، وارتداء مايوه السباحة دون مضايقة لمن شاءت من السيدات، حتى اللواتي ترتدين الحجاب الشرعي والجلباب، لم تمتنع بعضهن عن السباحة بالمايوه. وقد لمست “الخبر” استحسان نسوة مثل خديجة الأمر، حيث تقول إنها اكتشفت الشاطئ من خلال صفحته على الفيسبوك. كما أن الشاطئ يتوفر على حراسة خارجية وداخلية لردع المغامرين من مسترقي النظر، إذ كل من تطأ قدماه الشاطئ يشعر بالاطمئنان والراحة، لعدم تمكن أي رجل من التسلل على حد تعبير السيدة نورة. أما السيدة سهام فتقول إن تعرفها على هذا الشاطئ أنساها الشواطئ الأخرى بحثا عن “الحرمة” والاحترام، “نقدر نخلي بناتي هنا ونروح مرتاحة”، في حين اكتفت مرافقتها نادية بإطلاق عبارة “إننا نتنفس الصعداء”. نقائص تحتاج إلى تدارك فرحة المترددات على المارينا بالم نغصتها نقائص رصدتها “الخبر”، مثل عدم جودة الوجبات المقترحة مثل البيتزا والساندويتشات، وارتفاع أسعارها. من الانتقادات أيضا أن اصطحاب الطعام إلى الداخل ممنوع، “لكني تمكنت من إدخاله لان ابنتي مريضة”، كما ذكرت أنيسة التي روت حادثة شهدتها بنفسها، عندما نفد الأكل المحضر في مطعم الشاطئ قبل حلول الساعة الثانية زوالا، ما اضطرهن للتنقل خارج المارينا لجلب ما يطفئ جوعهم. يضاف إلى ما سبق عدم نظافة المراحيض، ونقص أعوان الأمن من الإناث لضمان سلامة السيدات داخل النادي، وضيق مساحة موقف السيارات التابع للمارينا، إضافة إلى ضرورة تحسين واجهة المساحات المخصصة للجلوس والراحة “تفاديا لقضاء اليوم في تثبيت المظلات عوضا عن الاستمتاع بنسمات البحر”، كما عبرت عنه مغتربة قدمت من فرنسا لقضاء عطلتها بين الأهل. مدير “مارينا بالم” سنرتقي بخدمات النادي لتشمل نشاطات رياضية وثقافية واجتماعية إضفاء وجه مغاير على الخدمات السياحية في الجزائر وتقدير المرأة الجزائرية بتخصيص فضاء لممارسة نشاطاتها، كان الدافع حسب رضا بورايو لإنجاز “مارينا بالم” الفريد من نوعه، على حد وصف صاحبه. عن البداية يقول بورايو “اقتبست الفكرة من شواطئ الإمارات التي أقيم فيها منذ 24 سنة، لأجسد مشروعا جديدا واستثنائيا ببلدي، فمارينا بالم تحوي 3 مشاريع في مشروع واحد، أولها توفير خدمة سياحية للمرأة بالخصوص، وثانيها تربية الأسماك، وأخيرا الترفيه عن زوار المارينا من خلال تنظيم نزهات بالقوارب”. وعن عدم توفير طاقم نسوي يعمل بالمارينا، يرجع المتحدث السبب إلى نقص الخبرة، مشيرا إلى اعتزامه الاستعانة بعاملات آسيويات وتكوينهن على الطريقة الخليجية. كما أرجع وجود النقائص التي تحدثت عنها بعض الزبونات إلى أن المشروع لم يكتمل بعد.