ـ لا يمكن لمحايل عسير إلا أن تكون بيئة صالحة للحياة والعشرة والمحبة؛ إنها هبة تهامة بسحرها وعطر لياليها إلى أهل السراة، وسكان الجبال الباردة، ولو لم تكن محايل بجوارهم لاحتاجوا إلى اختراعها، وتطويرها بنفس التفاصيل اللذيذة التي لا غنى عنها لكسر حدة البرد وجلافة العواطف. ـ في ليالي الشتاء يتقاطر أهل السراة والمجاورون إلى محايل عسير، ويحثون الخطى كي يعيشوا في عمق زحمتها وصخبها وجمالها الذي لا ينقطع، ولا بد لهم من المرور على حديقة الحيلة، والسوق الشعبي وجبل شصعة، وبوسع هذه الأماكن أن تُعيدك إلى أناقة الرعاة الأصلاء، ومواويل الطيبين الذين يعيشون دون عقد أو رسميات زائدة عن الحاجة. ـ محايل محافظة مقبلة على الحياة بتفوق، وبالإمكان التأكيد على أنها غير قابلة لتصحر الطباع، ولذلك تجد أهلها من المبادرين دائماً إلى صناعة الود والمجاملة، وقد رزقهم الله قطعة فريدة من الأرض الصالحة لممارسة السياحة والثقافة في أغلب شهور السنة. ـ الآن تدخل محايل إلى الثقافة وصناعتها وترويجها، وعلى الراغبين في كتم صوت الثقافة هناك أو في أي مكان آخر؛ البحث عن عمل نافع لا يعطل، ولا يتدخل في الوصاية على ما لا يعنيه، وللناس فيما يعشقون مذاهب، وهناك من يعشق الثقافة في محافظة محايل، ومن حقهم أن يجدوها، وأن تُيسر لهم في كل وقت. ـ محايل موعودة بانفجار ثقافي هائل ومنتظر على مستوى الفعاليات والمناشط؛ إن أحسن القائمون عليها الانفتاح على كل الأفكار الواثقة من نفسها، التي تبحث عن فرصة للظهور وترك البصمة اللائقة بالناس والمكان، خصوصاً الشباب منهم، وليت بقية المحافظات المجاورة تتأثر بما يحدث هناك!!