أصبح حلم الابتعاث الخارجي يهدد الطالبات بشبح العنوسة، لا سيما أن العديد منهن يكملن دراساتهن العليا وعندما يعدن إلى أرض الوطن تكون أعمارهن قد تجاوزت الثلاثينات، ما يعني فوات قطار الزواج على الكثير منهن وضياع أمانيهن بتكوين أسرة وإنجاب أطفال يشكلون اللبنات الأساسية في بناء الأجيال والمجتمعات. منى السكري تقول لست مع أو ضد فكرة الابتعاث وإنما هناك عقليات تطمح لمواصلة الدارسات العليا ولكن بعد أن تستقر وتتزوج. لكن بعض الفتيات لا يفكرن في الزواج من أساسه؛ كونهن يتخوفن من أن تعيق الأسرة وتربية الأطفال طموحهن العلمي فيقررن إكمال الدراسة وتأجيل فكرة الارتباط لحين العودة من الابتعاث دون التفكير بأن العمر يمضي وشبح العنوسة يقترب دون أن تشعر به الفتيات، فيجب عليهن التفكير في العمر فلو مضت أيامه لا يمكن أن تعود، خاصة أن الدراسة لا يمكن أن تكون عائقا في طريق تحقيق ما هو أهم وهي الأسرة التي تعد لبنة أساسية في تكوين المجتمعات. وذكرت سمية المرواني، أن شقيقتها مبتعثة في أستراليا وكانت قبل البعثة مخطوبة وتزوجت وسافرت لمواصلة تحصيلها العلمي، والعلم لم يكن عائقا في تحقيق طموحها وهدفها الأسمى في الزواج وتكوين أسرة. وأضافت قد تقضي الطالبة عمرها في التحصيل العلمي دون أن تشعر بأن الوقت قد سرق منها، ولا تفيق إلا وهي تحمل مع كلمة (مبتعثة) كلمة أشد إيلاما (عانس) وهي منهمكة في سنوات الدراسة وقد تستمر في دراستها من عامين لأربعة أو ستة أعوام وهي ما زالت تدرس وهذا أمر خطير جدا، ونصيحتي لكل فتاة أن تفكر في نفسها فهي أحق بجمال سنواتها من الضياع. وترى أم سحر أن كل فتاة مبتعثة تكون معرضة للعنوسة ليس لعيب فيها بل لأن المجتمع يرفض سفر الفتاة ويبدأون بكثرة الأقاويل من ورائها حسدا وغير ذلك وهم لا يعلمون بأنهم بفعلتهم هذه يشوهون سمعتها وهي بريئة وبرفقة محرم من أهلها وذهبت وبموافقة من ولي أمرها، فتتسع دائرة الشك حول المبتعثة في أنها لا تصلح لإدارة أسرة لأنها تحمل أفكارا غربية تشربتها خلال أعوام الابتعاث. هدى الجهني (متدربة تحلم بالابتعاث) تقول يوجد العديد من الفتيات يرفضن فكرة الارتباط إلى أن يفوتها قطار الزواج دون أن تدري، وهناك من تريد أن تتزوج وتبتعث لأن أهلها لا يريدون سفرها دون محرم، ولأنه لا يوجد من يسافر معها من أهلها فتقبل بأية فرصة تأتي لها بعد أن تشترط عليه السفر معها للبعثة بعد موافقة الخطيب على ذلك فتكون حققت الشيئين، وأخريات ترمي بالفكرة وراء ظهرها وتجعل من العلم الأهم عن تحقيق حلم الأسرة وتعود للوظيفة وأيضا ما زالت الفكرة عندها مؤجلة، فناك أمور لم تحققها تحلم بتحقيقها بعد الدراسة والابتعاث، ولا بد من تنفيذ جميع أحلامها على أرض الواقع بعد ذلك تصبح وهي لا تزال في بيت أهلها الجميع ينظر لها على أنه لا ينقصها شيء ولكن يتذكرون أنها مبتعثة؛ فالعنوسة حكم مجتمعي للفتاة قد لا تكون لها علاقة فيه. رفض السفر كل فتاة مبتعثة تكون معرضة للعنوسة ليس لعيب فيها بل لأن المجتمع يرفض سفر الفتاة ويبدأون بكثرة الأقاويل من ورائها حسدا وغير ذلك وهم لا يعلمون بأنهم بفعلتهم هذه يشوهون سمعتها