الجزيرة - وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية: أصبح التعليم الشغل الشاغل لكل الأسر السعودية نتيجة ارتفاع نفقاته خلال الآونة الأخيرة.. وظهرت ملامح التنافس الشديد ما بين الأسر في إضفاء صفات وملامح الرقي والتباهي باللغات والتخصصات غير المعتادة في تعليم أبنائهم.. فرغم أن التعليم الحكومي يكون متاحاً بالمجان في غالبية الأحيان، إلا أن الكثيرين يلحون في طلب التعليم الأهلي أو الأجنبي .. فقديماً كان الهم هو التحاق الأبناء بالجامعة، ولكن الآن الأهم هو ما هي الجامعة، وما التخصص، وفيما ستؤهله؟ وانتشرت الجامعات والكليات الأهلية بالمملكة، لدرجة أنها أصبحت تنافس الحكومية. ونتيجة التشبع وزيادة المعروض من الحاصلين على مؤهلات جامعية في التخصصات الإدارية بوجه خاص، والعلوم الإنسانية بوجه عام، فإن الطلب على التعليم الأدبي أو الإداري أصبح ضعيفًا نسبياً وغير مفضل.. فلم تعد الأهمية مرهونة بالحصول على مؤهل جامعي بقدر ما يهم أن تضمن الحصول على فرصة عمل مناسبة.. ففي بيئة اليوم لا يزال هناك عجز قاسي في الوظائف الطبية والصحية بالمملكة، ولا يزال يسيطر الأطباء الأجانب على كافة التخصصات، لدرجة أنك تعاني من إمكانية إيجاد طبيب سعودي في كثير من المستشفيات المحلية، وخاصة الأهلية منها، التي تكاد تقوم بنسبة تزيد عن 80 % على الأطباء الأجانب. فيكف هو حجم الطلب على التعليم الصحي والطبي بالمملكة؟ وهل يمثل بالفعل فرصاً استثمارية سانحة ومغرية بالسوق السعودي حاليا؟