×
محافظة المنطقة الشرقية

فعاليات صحراء صيف نجران 35 يبرز ملامح العراقة وأصالة الموروث

صورة الخبر

سألت أحد الأصدقاء لماذا سمتك أمك «شحاذا» ألم تجد من بين الأسماء اسما ألطف من شحاذ؟ فكان جوابه عجبا، إذا زعم أن والدته حملت قبله أربع مرات فأسقطت مرتين وولدت مرتين ولدا وبنتا، لم يكملا عامهما الأول حتى خطفهما الموت الواحد تلو الآخر، فلما حملت به قررت إبعاد عيون الحساد عنها وعن جنينها فولدته وسمته شحاذا فعاش وأصبح مثل العفريت! ولما حدثت من حولي بما سمعته متعجبا من تلك المصادفة التي عايشتها والدة الأخ شحاذ وكيف أنه تحقق لها بقدرة الله ما سعت إليه من حماية لوليدها بعد أن سمته شحاذا فاعتقدت يقينا أن لاسمه علاقة بنجاته من صواريخ الفولاذ التي أصابت إخوته من قبله مع أن المسألة لا تعدو عن كونها مصادفة عجيبة، لما حدثت من حولي بذلك أكدوا لي أن القصة متكررة لا سيما في بعض الأوساط الشعبية وبين الأميين والقرويين الذين يعتقدون أن الأسماء الحسنة تجلب لأصحابها الحسد ولذلك تجد من يسمى فلذة كبده ابنته «عفانة» بدل أن يسميها نجلاء أو ميساء فإذا كبرت نادوها قائلين تعالي يا عفانة! وهناك من الوالدات من ترزق بولد وتريد إخفاء جنسه عمن حولها من صويحبات «السكود» فتطلق عليه مسمى بنت، وفي يقينها أن العيون القادحة سوف تنصرف عن وليدها ما دام أنه بنية! أما فلسفة الأسماء «الوحشية» عند عرب الجاهلية، فقد يكون لها ما يبررها لأنهم على حد قولهم يسمون أبناءهم للأعداء ويسمون خدمهم ومواليهم لأنفسهم فيكون اسم الابن «كليبا» تصغير كلب وهجرسا ولد الثعلب، ويكون اسم الموالي جوهر وياقوت ومرجان. ولكن الإسلام دعا إلى تحسين الأسماء فتحسنت في البداية ثم عاد بعض بنيه إلى تقبيحها مرة بحجة دفع الحسد ومرة لتوافق البيئة المحيطة بالمسمي والمسمى. أما اليقين في هذا الأمر فإن قبح الاسم لا يرد عينا ولا يحول دون جريان الأقدار ومن كتب الله له الحياة بقي على قيدها ما شاء الله له ذلك «فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون» وما عدا ذلك مصادفات تغذيها أوهام، ولو أن أم شحاذ سمته على سبيل المثال إبراهيم لعاش بهذا الاسم الكريم ما كتب له من عمر ولكن أم شحاذ كان لها رأي آخر!!