.. للأماكن المقدسة من الاحترام ما يفرض على من يعمل بها، أو حتى يقف فيها أن يتأدب في سلوكه وتعامله، وحتى محادثته. لذلك كان استياء صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة بالغا، صدر عنه الأمر العاجل بالتحقيق الصارم مع الجندي الذي ظهرت صورته في بعض المواقع الاعلامية وفق ما نشرت «عكاظ» بعدد الأربعاء 29/7/1435هـ ونصه : «عبر صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة عن استيائه البالغ من الصورة التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأحد أفراد شرطة الحرم عند الكعبة المشرفة، ووجه سموه بالتحقيق العاجل واتخاذ الإجراء الإداري الصارم تجاه هذا التصرف الذي لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، لكون هذا المكان الطاهر يستوجب الالتزام بأدبيات المسلم الحق واستشعار شرف المكان وما يوجبه من تقدير للكعبة المشرفة». ولعل في هذا الاجراء ما يدعو للمطالبة بمراقبة المكلفين بالوقوف في المواجهة الشريفة بالمدينة المنورة.. والروضة الشريفة وبجميع الجوانب المحيطة بالحجرات الشريفة، فهناك من الذين يشرفون بالتردد على المسجد النبوي الشريف أو يفدون إليه للصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهم من يزعجهم الوقوف غير اللائق لبعض الواقفين بالمواجهة الشريفة أو الروضة المشرفة، كما يزعجهم التعامل غير اللائق من قبل بعض القائمين بالخدمة بالمسجد النبوي. لكني في ذات الوقت أطالب وبإلحاح الرأفة بهؤلاء العاملين فإن وقوفهم ثلاث ساعات متواصلة مرهق وقد يكون هو الدافع للحركات غير اللائقة. إنني في الوقت الذي أطالب بالتشدد مع الذين يعملون بالحرم الشريف أو المسجد النبوي الشريف.. فإنني في ذات الوقت أطالب بإعادة النظر في فترة المناوبة لأن طول المدة في الوقوف سواء في تلك الأماكن أو خلافها يرهق الجندي فلا يملك في لحظة من الوقوع في ما لا يليق.. أو ما لا يجوز والله المستعان. وإذا كان هناك من قد يقع في الاستعلاء على الناس وازدرائهم وتعطيل معاملاتهم بما يشعر به من نفخة كاذبة فإن على من يتولى أي مسؤولية في الحرم المكي أو الحرم المدني أن يعلم أن هذا التشريف مسؤولية وأن عليه أن يتواضع لعباد الله فمن تواضع لله رفعه. السطر الأخير : ليكن أدبك دقيقا وعلمك ملحا.