رغم حجم المصروفات الحكومية العالية في التنمية ببلادنا والذي يمتد من سنوات، وهو ما نلاحظة على أرض الواقع من واقع التنمية في كل المجالات «الطبية، القطارات، الجامعات، الابتعاث، الإسكان، المطارات، النقل العام، البنية التحتية.. وغيرها» مما يصعب معه ان نحصي حجم العمل او ما يصرف، واجزم بصدق أننا نحتاج الزمن فقط لكي نرى على ارض الواقع حجم التغيير الذي سيتم، اليوم افضل من الأمس، والغد افضل من اليوم، وهذا ما أؤمن به كواقع، وبتفصيلات يسهل اثباتها. الأهم هنا أنه رغم كل ذلك، فأرصدة المملكة المالية تزيد ولم تنقص، وهذا يعني ان هناك توازنا في إدارة الموازنة بين التنمية في البلاد والحفاظ على وفرة الأرصدة واستثمارها وهذا ما نلاحظة من خلال استمرار ارتفاع الأرصدة النقدية والاستثمارية للمملكة، وحتى ان التصنيف الائتماني للمملكة لازال يعتبر مميزا رغم كل المصاعب التي تمر في المنطقة، وأيضا استمرار حاجة البلاد في الإنفاق وهو ما لم تقصر معه الدولة بالإنفاق بمئات المليارات في البلاد. إننا نحتاج الوقت والزمن لنلمس حجم التغيير القادم للأفضل، في البنية التحتية، والتعليم، والمبتعثين، وكل ما ينفق في هذه البلاد سيأتي ثماره، والتحسن للأفضل نلمسه ونجده ولا يمكن انكار ذلك، وهذا ما يحتاج من المواطن أن يقف داعما ومساندا لذلك، ونحن كواقع افضل من دول جوار وغنية واكثر ثراء مقارنة بالسكان، سواء بتكلفة المعيشة، او البنية التحتية حين ننظر لفارق المساحة الهائل بيننا وبين الدول المجاورة، فليس المقارنة فقط، بمستوى كفاية المواطن، أو الدخل الأعلى، فالدخل الأعلى لا يعني حياة افضل في ظل اسعار وتضخم مرتفع، فكيف سيملك منزلاً او يكمل تعليماً وغيره ؟ التركيز على البنية التحتية بكل ما فيها من تفاصيل وتطوير والاهتمام بالإنسان هي اعظم التحديات، وهي المهمه الحقيقية التي يجب العمل عليها. خلق التوازنات المالية مهم، بين تدخر وتنفق وتحقق الرغبات، ويجب تقدير عمل الدولة في ذلك، فهي لا تنظر لليوم وغدا بل لسنوات قادمة اكبر، فكل ما ارتفعت الأرصدة المالية واستثمارها عزز قوة المستقبل لنا بإذن الله، وعزز استراتيجية التوزان، فالتنمية والنمو لا تتوقف يوما او سنة، بل يجب ان تستمر ما استمر الانسان وهذا هو التحدي، فيجب ان نوسع ونبعد النظرة المستقبلية لكي يمكن لنا ان نحقق التوازنات في ظل تحديات كبيرة بالمنطقة تواجهها الدولة وايضا تعمل على التوازن بذلك، لا يجب تصور ان المال هو لهدف او اهداف فقط داخلية فهناك تحديات وأعداء ومتربصون ايضا يحتاج وقفة ولفتة من الدولة لحماية أمن الوطن، يجب أن نقدر ونقف صفاً مع الذين يجهدون ويعملون، بكل الظروف والحالات فالتحديات أكبر والمستقبل أصعب.