×
محافظة المنطقة الشرقية

فان بيرسي يشارك أمام اسبانيا رغم الآلام

صورة الخبر

بقلم : عبد اللطيف الملحم يعتبر برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي، من أنجح الخطط التي أقدمت عليها الدولة لتطوير التعليم، وتهيئة الشاب السعودي والفتاة السعودية لنهل العلم من أفضل الجامعات في العالم. وأصبح الابتعاث شيئا يصبو إليه ويتمناه كل طالب وطالبة علم في مملكتنا الحبيبة. وقدمت الدولة له كل رعاية واهتمام سواء أكانت رعاية طبية أو تغطية لتكاليف دراسية باهظة، قد لا يعلمها الكثير من المبتعثين والمبتعثات، تشمل التذاكر وراتب المرافق لكل دارسة في بلد الابتعاث. ولم تطلب الدولة لدينا من أي مبتعث شيئا في المقابل، سوى أن يذهب إلى بلد الابتعاث وتحصيل أعلى الدرجات العلمية. وشيئا آخر من السهل تنفيذه، وهو ترك كل شيء لا يعنيه. سواء أكان ذلك بالحديث أو بالفعل. وبرنامج الابتعاث هو لعدة سنوات، تمر بسرعة، ويرجع فيها أبناؤنا وبناتنا ليكونوا أداة بناء لهذا الوطن. ولكن نظرا لكون المبتعث يجد نفسه وبصورة مفاجئة في محيط مفتوح وبعيد عن الوطن، فمن الممكن أن يتم جذبه إن كان غير محصن من الناحية الثقافية، للخوض في أمور ليس له فيها ناقة ولا جمل. ومع اختلاف الثقافات بين الشعوب، فقد يكون المبتعث عرضة لأن يقوم من لا يريد خيرا لبلادنا الطاهرة بجره لإتباع أسلوب ما يسمى الانتقاد لبلاده فقط للانتقاد. ويقوم بدس السم في العسل وتتغير سلوك المبتعث الثقافية أو الخلقية. وبدلا من قيامه بدور سفير لبلاده، يتحول إلى عنصر بث السموم عن بلاده وسياساتها وتوجهاتها. بل قد يتعدى الأمر إلى أن يقوم المبتعث بتوجيه انتقاد لبلاده في الوقت الذي ينعم فيه المبتعث بفرصة تعليمية يحلم بها كل شاب في أي بلد في العالم. فالمبتعث السعودي لدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، لديه فرصة للتعلم والاستكشاف في أفضل مراكز البحث العالمية، التي تهيئها له الجامعة، وفرصة له لمعرفة نمط الحياة التعليمية وأسلوب التعليم. وفرصة له لأن يعطي صورة مشرفة له ولبلاده ويعكس صورة التلاحم الأسري في المملكة، من خلال تعاطيه بأدب مع أطياف المجتمع الذي هو فيه. وفي الوقت الحالي، ورغم ندرة ما نسمعه من بعض المبتعثين في مواقع التواصل الاجتماعي، من كلام غير مقبول البتة من أي مبتعث، إلا أن ملحقياتنا الثقافية يجب أن تتصرف وبحزم مع كل من يتهاون في تلك الأمور، التي قد تضر المبتعث أولا، وتضعه تحت طائلة أنظمة قد يجهلها ويضع مستقبله العلمي والشخصي في مهب الريح.  ويجب أن يعلم المبتعث أن هناك من يريد السوء لهذا البلد، وهناك من يصطاد في الماء العكر خاصة عندما يرى مبتعثا قابل للانجرار والانخراط في حلقات نقاش مشبوهة. بل أنه من الممكن أن يكون من يتواصل معه تابع لهيئات حكومية، تابعة لبلد الابتعاث، وتريد أن تجس نبض قابلية المبتعث للانخراط في أي أمور غير قانونية. ولهذا، فملحقياتنا الثقافية عليها دور كبير في الحد من أي ظاهرة مسيئة لهذا البلد، حتى لو تم التضحية بالمبتعث، بإرجاعه لبلاده، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه التأثير على سمعة البلد، الذي أعطاه فرصة تعليمية ورعاية لا تتوفر لأحد من أي دولة أخرى. نقلا عن اليوم