×
محافظة المنطقة الشرقية

تحول الإذاعة والتلفزيون لهيئة أحدث نقلة نوعية في الأداء

صورة الخبر

قصة قرأتها على أحد مواقع الشبكة العنكبوتية تقول: (إنه في إحدى الليالي جلست سيدة في المطار لعدة ساعات في انتظار إقلاع طائرتها، وأثناء فترة انتظارها ذهبت لشراء كتاب وكيس من الحلوى لتقضي بهما وقتها. وبينما هي متعمقة في القراءة جلست بجانبها شابة صغيرة وأخذت في مشاركتها كيس الحلوى الذي كان موضوعًا بينهما، إذ مدت يدها لتأخذ قطعة من الحلوى. قررت أن تتجاهلها في بداية الأمر.. ولكنها شعرت بالانزعاج عندما استمرت هذه الشابة تشاركها في الأكل من كيس الحلوى. حينها بدأت بالغضب ثم قالت لنفسها: "لو لم أكن امرأة متعلمة وجيدة الأخلاق لمنحت هذه المتجاسرة عينًا حمراء في الحال". وهكذا في كل مرة كانت تأكل قطعة من الحلوى كانت الشابة تأكل واحدة أيضًا. واستمر الأمر حتى لم يبق في الكيس إلا قطعة واحدة قامت الفتاة باختطافها وقسمتها إلى نصفين وأعطت السيدة وهي تبتسم نصفًا بينما أكلت هي النصف الآخر. أخذت السيدة القطعة بسرعة وقالت لنفسها: "يا لها من فتاة وقحة كما أنها غير مؤدبة حتى إنها لم تشكرني". بعد ذلك بلحظات سمعت الإعلان عن حلول موعد الرحلة فجمعت أمتعتها وذهبت إلى بوابة صعود الطائرة دون أن تلتفت وراءها إلى المكان الذي تجلس فيه تلك السارقة الوقحة. وعندما جلست أخيرًا في مقعدها في الطائرة وفتحت حقيبتها صعقت بالكامل.. فقد وجدت كيس الحلوى الذي اشترته في حقيبتها دون أن تنقص منه حبة حلوى واحدة؟! وبدأت تُفكِّر "يا إلهي لقد كان كيس الحلوى الذي كانت تأكل منه مِلْكًا للشابة، وقد جعلتني أشاركها به دون تذمر". وحينها أدركت بأنها هي التي كانت وقحة، غير مؤدبة، وسارقة أيضًا). *** إننا نسئ الظن أحيانًا في الناس بكل ثقة، ونحن نظن أن لدينا كامل الحقيقة، فنحاسبهم على ما نظنّه خطأ ارتكبوه دون أن يكون عندنا دليل قاطع وبرهان ساطع واضح يدل على ما وقع في نفسنا من ظنون، فننصب للآخرين المشانق بعُجالة ودون رويّة. وتؤكد دراسة ألمانية حديثة أجراها الدكتور أريان إلينك وفريق من العلماء أن كثرة إساءة الظن بالآخرين وكذلك التجسس والنميمة.. كلها عوامل تؤدي لاضطرابات نفسية قد تقود في نهاية الأمر لمرض الاكتئاب! وفي كافة الأحوال فإن سوء الظن والتوقعات الخاطئة تقود لترسيخ أفكار خاطئة عن الآخرين، مما يؤدي إلى مشكلات اجتماعية خطيرة. *** والظن السيئ من صفات المنافقين يقول تعالى: (... وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ...) آل عمران 154. فسوء الظن والتجسس والغيبة والكلام على الآخرين بما يكرهون، كلها من العادات التي كانت تُمارس في زمن الجاهلية، وكانت أمورًا طبيعية، وجاء الإسلام ليُحرِّمها بشدة. يقول الله تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا ‏كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ ‏أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) الحجرات: 12. لذا فإن صيانة أعراض الناس، والمحافظة على حرماتهم، وسمعتهم، وكرامتهم، كما يقول شيخ الأزهر الفقيه "سيد سابق" رحمه الله تعالى، هو من فرائض الإسلام، وواجباته الأساسية؛ حتى تقوى صلات الأفراد، وحتى يكونوا كالبنيان المرصوص؛ يشد بعضًا بعضه؛ وبذلك ينمحي من بينهم كل سبب من أسباب الفرقة، وينتفي كل ما يزرع في النفوس العداوة، والبغضاء. فالجدير بالمسلم أن يربأ بنفسه عن الظن، وأن يتعامل مع الناس وفق ما يرى، ويسمع، وحسبه ذلك. * نافذة صغيرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)، ويقول: (حسن الظن من حسن العبادة). nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain